تشهد الساحة الإسرائيلية والإقليمية تصعيدًا متسارعًا في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة واتساع رقعة العمليات العسكرية إلى جبهات أخرى كاليمن وسوريا، وسط خلافات داخلية عميقة في إسرائيل بشأن مستقبل الحرب وصفقة الأسرى.
الميدان في غزة
عاد اللواء 401 بالجيش الإسرائيلي إلى القتال في شمال القطاع، حيث تتركز العمليات في مخيم جباليا لتدمير البنية التحتية لحماس فوق الأرض وتحتها. وفيما حذّرت صحيفة هآرتس من أن تدمير مدينة غزة بالكامل قد يستغرق أكثر من عام، أعلنت مصادر فلسطينية استشهاد 11 مواطنًا منذ فجر الأحد، ما يزيد المخاوف من تفاقم الوضع الإنساني.
صفقة الأسرى.. انقسام واضح
الجيش الإسرائيلي أكد أن الظروف أصبحت مهيأة لإبرام صفقة تبادل، محذرًا من أن احتلال غزة قد يعرّض حياة الرهائن لخطر كبير. وفي المقابل، اتهمت حركة حماس حكومة نتنياهو بالمماطلة، مؤكدة استعدادها للتوصل إلى اتفاق يوقف إطلاق النار.
خلافات سياسية داخلية
رئيس حزب أزرق أبيض بيني غانتس دعا لتشكيل حكومة وحدة مؤقتة لمدة ستة أشهر، تُعنى بملف الأسرى وتنظيم انتخابات في ربيع 2026. فيما تحدثت الصحف العبرية عن معضلة تواجه نتنياهو بين الاستجابة للضغوط الأمريكية أو البقاء تحت رحمة حلفائه اليمينيين، وسط انقسامات بين القيادة السياسية والعسكرية بشأن خطة احتلال غزة.
التصعيد الإقليمي
نتنياهو أعلن أن سلاح الجو قصف قصر الرئاسة في صنعاء ومحطات كهرباء وخزانات وقود، محذرًا الحوثيين من "ثمن باهظ" لأي هجوم ضد إسرائيل. كما كشفت تقارير عبرية عن محاولة فاشلة لاغتيال رئيس أركان الحوثيين. وفي سوريا، يجري الحديث عن تفاهمات أمنية مرتقبة مع إسرائيل تتضمن نزع السلاح من الجولان ومنع إعادة بناء الجيش السوري.
الحراك الدولي
تستعد إسرائيل لاحتمال نقل مفاوضات صفقة الأسرى إلى الإمارات أو إحدى الدول الأوروبية، فيما أشارت قناة i24NEWS إلى تحضيرات لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتل أبيب في ديسمبر المقبل. وعلى الصعيد الشعبي، شهدت أستراليا تظاهرات واسعة طالبت بإنهاء الحرب ووقف تصدير السلاح لإسرائيل. أما الخارجية الفلسطينية فطالبت بإجراءات دولية ملزمة لوقف "الإبادة والتجويع" في القطاع.
خلاصة المشهد
تتزايد الضغوط على نتنياهو بين خيارين متناقضين: المضي في عملية عسكرية شاملة باهظة الكلفة، أو القبول بتسوية سياسية مؤقتة قد تفتح الباب أمام اتفاق تبادل ووقف لإطلاق النار.