أفادت صحيفة نيوزويك الأمريكية أن البحرية الأمريكية أرسلت طائرة قيادة عسكرية متطورة من طراز بوينج E-6B ميركوري إلى قاعدة "بيتوفيك" في جزيرة غرينلاند، وذلك في مهمة ترتبط بالتحكم والتواصل مع الغواصات النووية في المحيطات. ويأتي هذا التحرك في وقت يشهد تصاعدًا في الاهتمام العسكري بالمنطقة القطبية الشمالية، التي تُعد موقعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية للولايات المتحدة وحلفائها.

ماذا نعرف حول طائرة E-6B ميركوري؟
طائرة E-6B ميركوري هي مركز قيادة جوي متنقل تم تطويره خصيصًا للبحرية الأمريكية. تتمثل مهامها الرئيسية في:
التواصل المباشر مع الغواصات النووية في أعماق المحيطات.
نقل أوامر استراتيجية من القيادة العليا إلى القوات النووية.
تأمين القيادة والسيطرة في حال تعطلت المراكز الأرضية نتيجة أي تهديد أو هجوم.
وبذلك، تُعتبر هذه الطائرة عنصرًا أساسيًا في شبكة الردع النووي الأمريكية، حيث تضمن استمرار الاتصال مع الغواصات حتى في أقصى ظروف الطوارئ.
تفاصيل الانتشار في غرينلاند
حسب ما رصدته نيوزويك، نفذت الطائرة رحلة وُصفت بـ "غير العادية" بالقرب من غرينلاند، قبل أن تتمركز في قاعدة "بيتوفيك". وأوضحت البحرية الأمريكية أن هذا الانتشار يأتي في إطار عمليات روتينية وتدريبات عسكرية تشمل الغواصات النووية في كل من المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ.
هذه التحركات ليست استثنائية بحد ذاتها، إذ اعتادت الولايات المتحدة على استخدام طائرات E-6B في مناورات وتدريبات مماثلة منذ عقود. غير أن موقع غرينلاند يضفي بعدًا استراتيجيًا إضافيًا على العملية، نظرًا لقربها من الممرات القطبية الشمالية التي تشهد تنافسًا متزايدًا بين القوى الكبرى.

تصريحات البنتاجون
المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أكد أن العمليات التي تقوم بها القوات الاستراتيجية البحرية تُنفذ بالتنسيق مع القيادات القتالية والحلفاء والشركاء. وأشار إلى أن الأنشطة العسكرية الأمريكية تمتد إلى أقصى الشمال، بما يعزز الجاهزية ويؤكد على قدرة الولايات المتحدة على حماية مصالحها ومصالح شركائها في تلك المنطقة الحساسة.
الأبعاد الاستراتيجية
غرينلاند تُعد موقعًا مهمًا ضمن الجغرافيا العسكرية للولايات المتحدة، إذ توفر قاعدة متقدمة لمراقبة التحركات في شمال الأطلسي والقطب الشمالي. ومن المعروف أن الغواصات النووية الروسية تنشط أيضًا في هذه المياه، ما يجعل أي تحرك أمريكي محل متابعة دقيقة.
وبينما أكدت البحرية الأمريكية أن العملية ذات طابع تدريبي، فإن نشر طائرة قيادة بهذا الحجم في غرينلاند يعكس حرص واشنطن على إبراز حضورها العسكري وضمان تفوقها في ميدان استراتيجي تتزايد أهميته مع مرور الوقت.