حرائق مرعبة تلتهم غابات مدينة باموكالي في تركيا وتؤثر على البيئة والسياحة

حرائق الغابات في تركيا

اندلع حريق هائل في غابات محيطة بمدينة باموكالي التركية يوم 23 أغسطس 2025، ما أدى إلى التهام مساحات واسعة من الغطاء النباتي وأشعل ظلام الليل بلهيب ناري كبير وصفه شهود بأنه "أضاء عتمة الليل".

وبدأت الحريق في منطقة كانكورتران قرب طريق دنزلي-أنتاليا السريع، وانتشر بسرعة بفعل الرياح القوية، مما دفع السلطات إلى نشر 3 طائرات و11 مروحية بالإضافة إلى أكثر من 50 مركبة إطفاء و307 عنصر إطفاء لمواجهة النيران من الأرض والجو.

أكدت إدارة الغابات في محافظة دنزلي استمرار جهود السيطرة على الحريق رغم المساحات الكبيرة التي أُحرقت، وأشارت إلى أن المناطق المتضررة بعيدة عن المناطق السكنية، مما قلل من خطر وقوع إصابات بشرية.

وأعلنت السلطات على لسان والي دنزلي أن التنسيق بين فرق الإطفاء وجميع المؤسسات المعنية مستمر لمواجهة الحريق وتأمين سلامة المواطنين.

تأتي هذه الحرائق في سياق موجة حر وجفاف سبقتهما عدة حرائق متزامنة في ولايات تركية أخرى مثل مرسين، هاتاي، وتشاناكالي، التي شهدت بدورها حرائق أدت إلى إجلاء مئات السكان وإغلاق مواقع تاريخية هامة.

وتزايدت هذه الحرائق بشكل كبير في تركيا هذا العام بسبب التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة والجفاف الممتد، حيث سجلت البلاد أكثر من 190 حريقًا غابويًا حتى الآن، شملت مساحة تزيد على 110 آلاف هكتار.

ومن المتوقع أن تستمر الحرائق والتهديدات البيئية حتى حلول أكتوبر المقبل، وفق تحذيرات مسؤولي الزراعة والغابات الأتراك وعلماء المناخ الذين يؤكدون أن النشاط البشري هو عامل رئيسي في تزايد شدّة هذه الكوارث.

الحكومة التركية عززت من فرق مكافحة الحريق مستخدمة أحدث المعدات الجوية والبرية، مع خطط لدعم المناطق المتضررة وإعادة تأهيل الغابات المتأثرة.

حرائق غابات باموكالي، التي تشتهر بجمالها الطبيعي ومواقعها الأثرية، تلقي بظلالها القاتمة على القطاع السياحي وتستدعي اهتماماً عاجلاً للحفاظ على التراث البيئي والسياحي لهذه المنطقة الحساسة.