علموهم السباحة فغرقوا حادث أبو تلات معسكر تدريبي للإنقاذ انتهى بمأساة

أبو تلات , تحول صباح هادئ على الشاطئ بمنطقة العجمي في الإسكندرية إلى مأساة إنسانية مروعة، بعد أن لقي 6 طلاب مصرعهم غرقًا، وأُصيب 24 آخرون خلال رحلة تدريبية نظمتها إحدى الأكاديميات المتخصصة في الضيافة الجوية .
ورغم أن الطلاب خضعوا مسبقًا لدورات تدريبية في السباحة والإنقاذ والإسعافات الأولية، إلا أن قوة الأمواج العاتية فاجأت الجميع، لتبدأ لحظة الانهيار التي لم يتمكن خلالها الطلبة من إنقاذ أنفسهم.

الحادث وقع في إطار برنامج تدريبي شمل محاضرات وأنشطة ميدانية، كان يهدف لتعزيز مهارات الطلبة البدنية والبيئية، واستمر لمدة أربعة أيام، كان من المفترض أن يختتم بأنشطة ترفيهية وتدريبات على السباحة. لكن، وخلافًا لكل التوقعات، تحول اليوم الأخير إلى مشهد مؤلم عصف بأرواح طلاب في عمر الزهور.

تفاصيل حادث أبو تلات وسيناريو اللحظات الأخيرة

بحسب شهود عيان من الفريق المشرف على الرحلة، كان الوضع تحت السيطرة في البداية، قبل أن يقرر بعض الطلبة النزول إلى البحر رغم رفع الرايات الحمراء التي تحذر من السباحة بسبب ارتفاع الأمواج.

وتشير التقارير إلى أن أحد الطلاب تعرّض للانجراف داخل المياه، وحين حاول زملاؤه التدخل لإنقاذه، انجرف عدد منهم في التيارات القوية، ما تسبب في حادثة غرق جماعي.

فرق الإنقاذ سارعت للتدخل فور تلقي البلاغ، بمشاركة رجال الشاطئ وفِرق من شواطئ مجاورة، ونجحت الجهود في انتشال 24 طالبًا على قيد الحياة، بينما لقي 6 طلاب مصرعهم في الحادث المؤلم.

وتجدر الإشارة إلى أن إدارة الشاطئ كانت قد شددت منذ الصباح على حظر النزول إلى المياه، إلا أن الحماس والاندفاع من قبل الطلبة – وربما قلة تقدير المخاطر – كان السبب المباشر وراء هذه الفاجعة.

إسعاف عاجل ومتابعة طبية دقيقة للمصابين

فور وقوع الحادث، تحركت الجهات المعنية بسرعة، حيث دفعت هيئة الإسعاف المصرية وقطاع الرعاية العاجلة والطوارئ بـ16 سيارة إسعاف مجهزة إلى موقع الغرق، وتم نقل المصابين إلى مستشفى العجمي التخصصي.

وصرّح مصدر طبي بالمستشفى أن جميع المصابين كانوا في حالة إجهاد شديد وصعوبة في التنفس، ويخضعون حاليًا للملاحظة الدقيقة من قبل فرق طبية متخصصة، وسط حالة من القلق والتوتر التي تسيطر على ذويهم، الذين توافدوا من محافظة سوهاج إلى الإسكندرية فور علمهم بالحادث.

الحادثة فتحت نقاشًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي حول مدى جاهزية الأكاديميات التدريبية لمثل هذه الأنشطة، وأهمية الالتزام الصارم بتعليمات السلامة البحرية، خاصة في الظروف المناخية غير المستقرة.

مأساة أبو تلات تدق ناقوس الخطر

ما حدث على شاطئ أبو تلات لم يكن مجرد حادث غرق عابر، بل جرس إنذار قاسٍ يستدعي مراجعة دقيقة للإجراءات التنظيمية في الرحلات التدريبية، وضرورة فرض رقابة أكثر صرامة على الأنشطة البحرية في الأوقات الخطرة.
رحل 6 من الطلبة وتركوا خلفهم أحلامًا لم تكتمل، لكن الأمل لا يزال قائمًا في أن تكون هذه المأساة دافعًا لتغيير ثقافة السلامة والالتزام في الأنشطة الترفيهية والتعليمية.