كنز المتوسط.. أسرار "الخطة الخليجية" للسيطرة على الساحل الشمالي وتحويله لأيقونة عالمية

يا ترى إيه اللي بيحصل في الساحل الشمالي؟.. ومين اللي معاه فلوس كاش وبيرمي مليارات عشان يرسم الخريطة من أول وجديد؟ و هل الساحل لسه مجرد مصيف بنروحه شهرين في السنة.. ولا اتحول فجأة لكنز استراتيجي بتتخانق عليه أكبر صناديق الاستثمار في العالم؟.. ومين هما اللاعبين التقال من الخلايجة اللي قرروا يحطوا فلوسهم في أغلى حتة أرض على البحر المتوسط؟

انسى كل اللي تعرفه عن الساحل الشمالي القديم.. ساحل مراقيا ومارينا.. وحتى مراسي اللي كانت تعتبر آخر حاجة في التطور.. اللعبة دلوقتي بقت أكبر من كده بكتير.. أكبر من خيال أي حد فينا.

الساحل الشمالي دلوقتي بقى عامل زي قطعة جاتوه الكل عايز ياخد منها أكبر حتة.. بس فيه لاعبين دخلوا بكل قوتهم.. مش عشان ياخدوا حتة.. دول جايين عشان ياخدوا الصينية كلها.. واللاعبين دول هما أشقائنا في الخليج.

القصة مش مجرد مستثمرين بيبنوا كام فندق أو منتجع.. لأ.. الموضوع بقى إعادة تأسيس لمنطقة بالكامل.. تحويلها من مجرد شريط ساحلي صيفي.. لمدينة عالمية متكاملة شغالة طول السنة.. مدينة بتنافس دبي وميامي والريفيرا الفرنسية.

طب مين الأبطال الرئيسيين في القصة دي؟ يعني  مين أكتر المساهمين اللي دخلوا بالتقيل؟

بلا أي منازع.. اللاعب رقم واحد والأضخم في تاريخ مصر كلها.. هو دولة الإمارات العربية المتحدة.. ممثلة في صندوقها السيادي.

الإمارات مدخلتش بمشروع أو مشروعين.. الإمارات دخلت عشان تبني مدينة كاملة من الصفر على أرض الواقع.. مدينة "رأس الحكمة".. الصفقة اللي وصفتها كل وكالات الأنباء العالمية بإنها "صفقة القرن" لمصر.. بنتكلم عن استثمار إجمالي قيمته 35 مليار دولار.. منهم 24 مليار دولار سيولة جديدة بتدخل شرايين الاقتصاد المصري مباشرة.. ده رقم قادر يغير مسار اقتصاد بلد.

رأس الحكمة دي مش هتبقى مجرد منتجع سياحي.. دي هتبقى مدينة عالمية.. فيها حي مال وأعمال ينافس المراكز المالية الكبرى.. ومناطق حرة.. ومارينا دولية لليخوت هي الأكبر في البحر المتوسط.. ومطار دولي خاص بيها.. يعني من الآخر.. مدينة جوه دولة.

الدخلة الإماراتية دي.. هي اللي حطت الساحل الشمالي على الخريطة العالمية للاستثمار بجد.. وفتحت شهية كل اللي حواليهم.

وهنا يجي اللاعب التقيل التاني اللي بيجهز نفسه بقوة.. المملكة العربية السعودية.. ممثلة في صندوقها السيادي الجبار.. صندوق الاستثمارات العامة (PIF).. واحد من أكبر وأقوى الصناديق في العالم.

السعودية عنيها على الساحل الشمالي من زمان.. وشايفاه مستقبل السياحة الفاخرة.. فيه كلام كتير عن مشروعات سعودية ضخمة جداً في منطقة الساحل.. ممكن تكون على نفس حجم وضخامة مشروع رأس الحكمة.. السعودية مش هتقبل تكون بعيدة عن الكنز ده.. والمنافسة بين الأشقاء هتكون نتيجتها في صالح مصر في النهاية.

مش بس الإمارات والسعودية.. فيه كمان اهتمام كبير من مستثمرين من قطر اللي رجعت بقوة للسوق المصري.. وشركات كويتية عملاقة في التطوير العقاري بتضخ استثمارات جديدة.. الكل شاف إن اللي بيحصل في الساحل الشمالي ده فرصة تاريخية مش هتتكرر.. واللي مش هيلحق مكان في القطر دلوقتي.. هيفوته كتير أوي.

الخلايجة مش بس بيعيدوا رسم خريطة الساحل بالمباني والفلوس.. دول بيغيروا فكرة الساحل نفسها.. بيحولوه من مكان للطبقة الغنية في مصر.. لمكان لكل الأغنياء والمستثمرين والسياح في العالم كله.. وده معناه آلاف فرص العمل للمصريين.. وتدفق مستمر للدولار.. وتغيير كامل في شكل وقيمة المنطقة دي للأبد.

فاللي بيحصل ده مش بس طفرة عقارية.. لأ دي خطة استراتيجية ضخمة بتنفذها الدولة المصرية بأموال واستثمارات خليجية.. عشان تخلق رئة اقتصادية جديدة لمصر على البحر المتوسط.. رئة هتتنفس دولارات.. وتجذب استثمارات.. وتخلي الساحل الشمالي المصري حديث العالم كله.