أخبار عاجلة
الوكرة يضاعف محنة الدحيل في الدوري القطري -

شاهد عيان: محامٍ يروي ما لمسته عيناه في زيارة لمتهم سياسي داخل سجن أبو زعبل

شاهد عيان: محامٍ يروي ما لمسته عيناه في زيارة لمتهم سياسي داخل سجن أبو زعبل
شاهد عيان: محامٍ يروي ما لمسته عيناه في زيارة لمتهم سياسي داخل سجن أبو زعبل

في خضم عملي اليومي كمحامٍ، أجد نفسي أحيانًا أمام قضايا ومواقف تتجاوز كونها مجرد إجراءات قانونية. مؤخرًا، كانت لي زيارة إلى سجن أبو زعبل، ليست عابرة، بل لزيارة موكل لي، وهو متهم سياسي في إحدى القضايا التي تشغل الرأي العام. كان الهدف من الزيارة هو الوقوف على آخر تطورات قضيته، لكنها تحولت إلى شهادة شخصية على واقع مغاير تمامًا لما يتردد من شائعات.


توازن دقيق بين القانون والرحمة


بعد استيفاء جميع الأوراق القانونية، توجهت إلى السجن. كنت أتوقع أن أرى وجوهًا جامدة ونظرات قاسية، لكن ما وجدته كان مفاجئًا. أدركت أن هناك توازنًا دقيقًا بين الحسم في تطبيق القانون والرحمة في التعامل مع البشر. لفت انتباهي التمييز الواضح في طريقة التفتيش بين زوار النزلاء الجنائيين وزوار المتهمين السياسيين. مع الأوائل، كان التركيز على الحيل المحتملة لإدخال الممنوعات التي قد تهدد حياتهم أو حياة الآخرين، وكأن الحارس يقول لهم بهدوء: "أنا أحمي ابنك منك". أما مع الآخرين، فكان التدقيق في التفاصيل التي قد تحمل رسائل خفية، وكأن الأعين تبحث عن سلامة أمن الوطن.


في تلك اللحظات، سمعت التنبيهات المتكررة من أفراد الأمن على أهالي النزلاء بمسؤوليتهم عن أي ممنوعات. رأيت علامات الارتباك على وجه إحدى الأمهات، وبعد لحظات قليلة، ضبط الأمن شخصًا يحاول التهريب. في تلك اللحظة، شعرت بذكاء ووعي الحارس المصري الذي يرى ما لا نراه، ويعرف أن حماية الأهل من غفلتهم هي جزء من واجبه.
حوار خلف الأسوار: لقاء يتجاوز القانون


لم يكن التنظيم مقتصرًا على البوابة الخارجية. عند الدخول، استقبلتنا مركبة "الطفطف" التي سهلت المسيرة، وكأنها تقول إن الدولة لا تريد أن تزيد من معاناة من يزورون أحبابهم. داخل السجن، كان التعامل الإنساني واضحًا؛ كشوف منظمة، وحوار هادئ مع أهالي النزلاء، حتى أنني اكتشفت أن النزلاء أنفسهم يحسبون هذه الأمور بدقة تفوق ذويهم، وكأنهم يجدون في هذه التفاصيل الصغيرة أملًا في الحياة.


ثم جاءت لحظة اللقاء. في قاعة الزيارة، جلست أمام موكلي، المتهم السياسي، وهو يبتسم ابتسامة باهتة، لكنها مليئة بالصمود. لم أجد نفسي في قفص الاتهام، بل في حوار مهني وإنساني. أخرجت أوراقي وبدأت أدوّن ملاحظاتي، بينما كانت عيناي تتأملان وجهه الذي يحكي قصصًا لم تُكتب بعد. لم يتدخل أحد، ولم يطلب مني أحد مراجعة أوراقي، وكأن القائمين على المكان يدركون أن الثقة هي أساس العدالة. هذا التعامل كذب كل ما يقال عن القمع والتعذيب والتنكيل.
الخلاصة: شهادة من القلب


غادرت السجن بعد انتهاء الزيارة وأنا أحمل انطباعًا عميقًا ومختلفًا. المقارنة بين الشائعات المنتشرة على الإنترنت وواقعي الذي لمسته عيناي كانت صادمة. ما رأيته يؤكد أن الدولة المصرية تتعامل مع مقرات التأهيل والإصلاح بمنهجية حديثة وقانونية. والأهم أن حقوق النزلاء، حتى المتهمين السياسيين منهم، مكفولة ويتم تطبيقها على أرض الواقع.


يمكن أن يُقال الكثير، لكن الحقيقة التي خرجت بها من هذه الزيارة هي أن مصر بلد قانون، وأن هناك التزامًا إنسانيًا عميقًا بتطبيق معايير حقوقية قد تفوق حتى تلك التي يرفع شعارها البعض في الخارج. هذه ليست شهادة من محامٍ، بل من شاهد عيان لامس قلبه الواقع.

 

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق محافظ الدقهلية يتابع سير العملية الانتخابية لمجلس الشيوخ من غرفة العمليات المركزية
التالى انتخابات البرلمان.. مكافأة شهرية لأعضاء مجلس الشيوخ وفق القانون