شهدت محافظة السويس تكدس الألف من المواطنين خلال 8 أشهر عبر المباني الإدارية لهيئة الرعاية الصحية للتسجيل ضمن منظومة التأمين الشامل الذي تم تفعيله في ديسمبر 2024 وذلك من خلال المنافذ الرسمية للهيئة بمنطقة زرب بشارع الهلال الأحمر ومنطقة ابو العزائم والمبني الإداري للرعاية الصحية بكورنيش السويس فضلا الى الوحدات الصحية بجميع انحاء المحافظة.
حيث يحتاج كل مواطن حتي يتمكن من التسجيل في المنظومة الصحية وتفعيل اشتراكه هو واسرته لأحاضر 8 مستخرجات رسمية منها " شهادة الميلاد – شهادة الزواج – برنت التأمينات – صور البطاقات للبالغين السن القانوني " وغيرها فضلا عن الأوراق والمستخرجات الرسمية الأخرى لحالات الغير متزوجين او الارامل والمنفصلين والمعاشات وغيرها.
حيث يتحمل المواطنين أعباء مادية لاستخراج هذه الأوراق بالإضافة الى ساعات طويلة لاستخراج هذه المستندات ويحتاج أيضا يوماً كاملا للحضور الي المقرات الإدارية للهيئة من 8 صباحاً والانتظار ساعات طويلة حتي يتابع إجراءات التسجيل ومراجعة الأوراق عبر الموظفين الذين يتحملون مجهوداً ضد الطبيعة البشرية بمراجعة الالف من الأوراق عبر أسابيع طويلة وتوجيه المواطنين سواء بدفع مستحقات مالية او احضار أوراق غير مكتملة او قيام الموظف بكتابة كارت التسجيل يدوياً بعد الانتهاء من التسجيل على السستم.
وبالرغم من أن هيئة الرعاية الصحية قامت بأنشاء وتجهيز مجمع السويس الطبي لإدخال منظومة التأمين الشامل بالسويس بتكلفة تجاوزت الـ 4 مليار جنيه طبقاً لبيان صادر من رئاسة مجلس الوزراء في 18 مايو الماضي ولكن لم يتم الانتباه الى مقدمي الخدمة؟ وكيف سيتم تسجل الخدمة عبر الوسائل التكنولوجيا الحديثة "الذكاء الاصطناعي" حتي تكون المنظومة متكاملة طبياً وادارياً !!.
حيث يشهد تسجيل المواطنين بالمنظومة الصحية عبر أساليب تقليدية وقديمة وكأننا خارج زمن الذكاء الاصطناعي وخارج الزمن الطبيعي للعالم !! والغريب في الامر عند سؤال بعض المسئولين بالمنظومة الإدارية للتسجيل كشف عن مفاجأة تؤكد أننا بالفعل خارج زمن التكنولوجيا من الأساس.. حيث أوضح أنه سيطلب من المواطنين مع بداية كل عام احضار جميع المستندات مره أخري الذي قدمها في التسجيل اول مرة من أجل التأكد أنه لم يحدث أي تغيير على الاسرة او تغيير في العائد المادي للأسرة حتى يتم حساب زيادة قيمة الاشتراك السنوي في مشهد يعيدنا الى العصور ما قبل الحاسب الآلي.
يأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه رئيس الجمهورية في شهر مايو الماضي في اجتماع عقده مع رئيس الوزراء ووزير الصحة بضرورة الاستفادة من منظومة الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي والصحي بالكامل !!.
والأكثر اندهاشاً ان هناك الكثير من المواطنين بعد تسجيلهم توجهوا الى الوحدات الصحية للحصول على الخدمة ومنها خدمة الكشف على أبنائهم للحصول على تقارير طبية لتقديمها في المدارس خصوصا من سيدخلون مراحل دراسية جديدة واكتشفوا ان سيستم التسجيل غير سيستم الحصول على الخدمة الطبية وأنهم غير ظاهرين على السيستم للحصول على الخدمة وبناء عليه على المواطن الذهاب مرة اخري الى مقر تسجيلهم للحصول على افادة أنه تم تسجيله ثم يعود مرة أخري بجواب الإفادة للوحدة الصحية حتي يقوم مسئول الوحدة برفع ملفه على السيستم وحتي يتمكن المواطن الحصول على الخدمة في مشهد عبثي خارج عن الزمان وبعيداً عن الواقع والحياه التي يعيشها العالم.
وبعد أن منظومة التأمين الصحي الذي تم تطبيقها بداية من بورسعيد وتضمن في المرحلة الاولي " الإسماعيلية – السويس – جنوب سيناء – الأقصر واسوان" تحتاج مراجعة شاملة وعاجلة أدارياً ومراجعة أساليب التسجيل لراحة المواطنين الذين يدفعون قيمة الخدمة ويستحقون ان يحصلوا عليها إداريا او طبياً بأعالي مستويات الراحة سواء في التسجيل او الحصول على حقوقهم في الحجز والكشف وصرف العلاج والحجز الطبي بالمستشفيات والكشوفات بالوحدات والعيادات الخارجية بشكل آدمي وباستخدام التكنولوجيا الحديثة وهي ابسط حقوقهم.. ومن هنا نتسأل الاتي :
هل يتم استخدام الذكاء الاصطناعي كما طالب الرئيس في المنظومة الصحية ادارياً وفنيا؟
هل يتم تفعيل الربط الالكتروني بين الوزارات والهيئات من أجل خدمة المواطنين في عمليات التسجيل؟
هل قامت هيئة الرعاية الصحية بالتنسيق مع الجهات المعنية من وزراء وهيئات للحصول على بيانات المواطنين وتسجيلهم الكترونية دون إرهاق المواطنين مادية ونفسية في استخراج مستندات موجوده بالأساس على سيستم الحكومة وانهاء الاعمال الورقية القديمة وساعات الانتظار الطويلة؟
هل هناك لجان متابعة دورياً أسبوعيا وشهرياً من هيئة الرعاية الصحية ووزارة الصحة لمتابعة تسجيل المواطنين والخدمات التي يحصلون عليها وما هي المعوقات التي تواجههم من أجل حلها سريعاً ؟
هل تعمل كل المحافظات التي دخلت ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل بسيستم واحد ؟
هل تم تأهيل موظفي الرعاية الصحية ومنظومة التأمين الشامل وتدريبهم بأحدث الأساليب الحديثة وهم الموظفين المسئولين عن خدمة التسجيل للمواطنين إداريا وفنيا قبل أدخال المنظومة حيز التفعيل او بعد التنفيذ ؟
هل تم تجهيز المقرات الإدارية للتسجيل لوجستياً وفنيا لتكون مؤهلة لاستقبال المواطنين وتسجيلهم الكترونية دون متاعب لهم ماليا ونفسياً؟
وبعد هناك العشرات من الأسئلة التي تحتاج الى إجابات حول كيف يكون عمليات التسجيل والحصول على خدمة بشكل يدوي ؟ في زمن الذكاء الاصطناعي والربط التكنولوجي بين الوزرات والهيئات وتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين.
أخيراً منظومة الرعاية الصحية والتأمين الشامل بالسويس ومحافظات المراحل الاولي تحتاج الى نظرة عاجلة من رئيس الوزراء ووزير الصحة وكافة المسئولين عن هذا الملف حتي يستطيع المواطنين الحصول على الخدمات التي تليق بهم في مصر التي نريدها افضل وارقي.!