استشهد اليوم الجمعة ما لا يقل عن 13 مواطنًا، بينهم أطفال ونساء، وأصيب آخرون، في سلسلة غارات وقصف مدفعي استهدف أحياءً مكتظة وملاذات للنازحين داخل مدينة غزة، في مشهد يعكس تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة.
هذا التصعيد المتواصل يأتي ضمن خطة إسرائيلية معلنة لإعادة احتلال قطاع غزة تدريجيًا، بدءًا من مدينة غزة، في تحدٍّ صريح للقانون الدولي ولقرارات محكمة العدل الدولية.
الغارات طالت مناطق مختلفة من المدينة، أبرزها شارع الجلاء، حيث قصفت طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين، ما أدى إلى استشهاد عائلة كاملة: أب وأم وثلاثة أطفال. وفي حي الشاطئ الشمالي، استشهد ثلاثة مواطنين بينهم طفلة، إثر قصف استهدف منزلًا لعائلة الأسود. أما مدرسة عمرو بن العاص، التي كانت ملجأً لمواطنين هاربين من جحيم الحرب، فقد تحوّلت إلى ساحة موت بعدما استهدفها القصف، مما أسفر عن استشهاد خمسة آخرين.
جرائم الاحتلال
القصف المدفعي طال أيضًا أحياء الزيتون والصبرة وأبو إسكندر، حيث سقط عدد من الشهداء والجرحى، في استمرار لنهج استهداف المناطق المدنية والأحياء السكنية.
هذا التصعيد ليس معزولًا، بل يأتي في سياق هجوم واسع بدأ منذ 11 أغسطس على حي الزيتون، استخدمت فيه قوات الاحتلال روبوتات مفخخة لنسف المنازل، إلى جانب القصف المدفعي والتهجير القسري، في تطبيق عملي لخطة أعلن عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 8 أغسطس لإعادة احتلال غزة تدريجيًا.
تجاهل كافة النداءات الدولية
تتجاهل إسرائيل كافة النداءات الدولية، بما فيها أوامر صريحة من محكمة العدل الدولية بوقف عدوانها، لتواصل تنفيذ سياسة تُصنّف بأنها إبادة جماعية ممنهجة، بدأت منذ 7 أكتوبر 2023، وأودت حتى الآن بحياة أكثر من 62 ألف شهيد، وإصابة 157 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن آلاف المفقودين، ومجاعة أودت بحياة 271 شخصًا، بينهم 112 طفلًا.
في ظل هذا المشهد الكارثي، يبقى المجتمع الدولي عاجزًا عن وقف الانهيار الإنساني في غزة، بينما تمضي إسرائيل في فرض واقع جديد على الأرض، قائم على الدم، والتجويع، والهدم، وتهجير من تبقى.
