خلال السنوات الماضية، استطاع البرتقال المصري أن يحقق قفزة نوعية في مكانته على الخريطة الزراعية العالمية، بعدما أصبح المحصول الأكثر تميزًا في سلة الصادرات الزراعية المصرية. فقد كتب لنفسه شهادة جودة وتفوق وسط منافسة شرسة من دول كبرى، ليحتل اليوم مركز الصدارة كأكبر مصدر للبرتقال في العالم.
ويأتي هذا الإنجاز نتيجة تكامل الجهود بين المزارعين، والمصدرين، ووزارة الزراعة، التي طبقت معايير صارمة لتكثيف الجودة والرقابة، مما أدى إلى خلق ثقة دولية في المنتج المصري.
70% من إنتاج الموالح في مصر.. برتقال
تُعد الموالح أحد أهم المحاصيل الزراعية في مصر، ويتصدر البرتقال قائمة هذه المنتجات بنسبة 70% من إجمالي المساحات المزروعة بالموالح، وهي النسبة نفسها التي يمثلها البرتقال من صادرات الموالح المصرية.
ومع استمرار الطلب العالمي على البرتقال المصري، أصبح هذا المحصول حجر الأساس في دعم الاقتصاد الزراعي، وتعزيز عوائد التصدير.
شروط تصدير البرتقال المصري للأسواق الدولية
ولكي تستمر صادرات البرتقال في اكتساح الأسواق الدولية، وضعت وزارة الزراعة بالتعاون مع الجهات المختصة منظومة متكاملة تضمن الالتزام بأعلى معايير الجودة والسلامة، تشمل عددًا من الشروط الأساسية منها:
تكويد المزارع: لا يُسمح بتصدير البرتقال إلا من مزارع مسجلة في منظومة التكويد، لضمان التتبع الكامل منذ الزراعة حتى التصدير.
الفحص والتحليل: تخضع المحاصيل للفحص من قبل لجان الحجر الزراعي، حيث تُسحب عينات ويتم تحليلها للتأكد من خلوها من المبيدات المحظورة، ومطابقتها للمواصفات القياسية الدولية.
التنظيف والتعبئة: يتم غسل البرتقال بالماء والمطهرات، واستبعاد الثمار غير الصالحة، ثم الفرز وفقًا للأحجام، والتشميع والتعبئة، تحت إشراف مهندسين ومفتشي الحجر الزراعي.
مطابقة اشتراطات الدول المستوردة: كل دولة تضع معايير خاصة بها من حيث بقايا المبيدات، شكل التعبئة، نوع التغليف، والوثائق الصحية، ويجب على المصدرين الالتزام الدقيق بها لتجنب رفض الشحنات وبناء سمعة إيجابية في الأسواق.
ما الذي يميز البرتقال المصري عن غيره؟
تمكن البرتقال المصري من التربع على عرش الصادرات بفضل عدد من المميزات الفريدة، التي جعلته الاختيار المفضل لدى العديد من الدول المستوردة، منها:
الطعم والجودة: يتميز البرتقال المصري بمذاقه الحلو، قشرته الرقيقة، ورائحته العطرية المميزة، ما يجعله مرغوبًا عالميًا.
تنوع الأصناف وطول فترة الحصاد: مصر تنتج كميات كبيرة من صنف "فالنسيا"، الذي يتم حصاده في توقيت متأخر، مما يسمح بتوفيره لفترات طويلة ويمنحه عمرًا تسويقيًا أطول، وهو ما يعزز فرص التصدير لمسافات بعيدة.
انخفاض تكلفة الإنتاج: مقارنة بالدول المنافسة، فإن تكلفة إنتاج البرتقال في مصر أقل، ما يمنح المنتج المصري ميزة تنافسية قوية من حيث السعر.
منظومة الرقابة المتكاملة: بداية من الزراعة مرورًا بمحطات التعبئة، وحتى الوصول إلى الموانئ، تخضع كل خطوة للرقابة والتتبع، وهو ما يعزز ثقة الأسواق الدولية بالمصدر المصري.
الدول المستوردة الكبرى للبرتقال المصري
أثبت البرتقال المصري جدارته في أسواق عالمية مرموقة، حيث تستورده عدد من الدول بشكل سنوي وعلى رأسها:
روسيا
الصين
السعودية
هولندا
عدد من دول الاتحاد الأوروبي
العديد من الدول العربية والآسيوية
هذا التنوع الجغرافي في الأسواق المستقبلة يعكس قوة المنتج المصري وقدرته على المنافسة في أسواق ذات متطلبات صارمة.
صادرات البرتقال خلال أول 4 أشهر من 2025
وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، سجلت صادرات البرتقال المصري خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري 492 مليون دولار، ما يمثل نسبة كبيرة من إجمالي عائدات الصادرات الزراعية.
وجاء هذا الأداء القوي مدفوعًا بعدة عوامل:
التوسع في زراعة الأصناف التصديرية عالية الجودة
تحسن ملحوظ في عمليات التعبئة والتغليف، وتطوير سلاسل التبريد
فتح أسواق جديدة في آسيا، أفريقيا، وأمريكا اللاتينية
الاستفادة من الاتفاقيات التجارية الحرة الموقعة مع التكتلات الاقتصادية الكبرى، والتي أزالت الحواجز الجمركية أمام المنتج المصري.