تواضروس ,في أجواء مفعمة بالروحانية والسكينة، شهدت مدينة العلمين صباح يوم الخميس حدثًا كنسيًا هامًا، حيث ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس ختام صوم السيدة العذراء مريم والدة الإله، وذلك في كنيسة السيدة العذراء والشهيدة مارينا. وقد حضر هذا القداس عدد من الآباء الأساقفة والكهنة إلى جانب جمع كبير من المؤمنين، الذين امتلأت قلوبهم بالفرح والتسبيح.
البابا تواضروس طريق القداسة مفتوح للجميع
خلال عظته التي ألقاها أثناء القداس، أكد قداسته على أن درب القداسة ليس مقتصرًا على فئة معينة، بل هو مفتوح أمام كل إنسان يسعى إلى الحياة مع الله. وقد استند في حديثه إلى قول الكتاب المقدس: “كونوا قديسين لأني أنا قدوس، مشددًا على أن الفضائل والاشتياق للأبدية هما زاد المؤمن في هذه الرحلة الروحية.
وتأمل قداسة البابا في إنجيل القداس، الذي تناول مثل العذارى الحكيمات والجاهلات، مشيرًا إلى أن هذا المثل يعبر عن الاستعداد الروحي الدائم، خاصة وأن القداس تزامن مع تذكار نياحة القديسة مارينا الراهبة، ما يضفي بعدًا رمزيًا على دعوة القداسة والنقاوة.
الوقت هو الفارق
أحد أبرز محاور العظة كان الحديث عن أهمية تقدير الوقت. أوضح قداسة البابا أن الفارق بين العذارى الحكيمات والجاهلات كان وعي الحكيمات بقيمة الوقت واستعدادهن. وبيّن أن الكتاب المقدس يدعونا إلى “افتداء الوقت لأن الأيام شريرة”
البابا تواضروس 3 مبادئ أساسية للقداسة
وأشار البابا إلى ثلاثة مبادئ أساسية يسلك بها القديسون طريقهم:
القديس يتغذى يوميًا من المسيح: سواء من خلال الإنجيل، أو الصلاة، أو الأسرار المقدسة، أو قراءة سير القديسين.
القديس يجاهد ضد الخطية: بالمحافظة على الطهارة الداخلية والنقاوة القلبية .
القديس يشتاق إلى الأبدية: ويعيش دائمًا بروح اليقظة والحذر، مقتديًا بحياة القديسين الذين سميت الكنائس بأسمائهم لأنهم صاروا أمثلة حية.
صفات القديسين وأثرهم في الكنيسة
اختتم قداسة البابا عظته بالتأكيد على الصفات التي تميز حياة القديسين، مثل الفرح الروحي، الصبر على التجارب، والاتضاع الحقيقي. وشدد على أن هذه السمات ليست بعيدة المنال، بل يمكن أن تتحقق في كل من يسلك بحسب روح الإنجيل.
وتأتي هذه المناسبة في إطار سلسلة النهضات الروحية التي تعيشها الكنيسة القبطية خلال صوم السيدة العذراء، والتي تتنوع فيها الصلوات والعظات والاحتفالات، لتعميق الإيمان وتذكير المؤمنين بأن الحياة مع الله هي هدف الحياة الحقيقي.
