قال المفكر السياسي جمال أسعد إن ما يُعرف بـ"الصهيونية المسيحية" ليس تيارًا دينيًا، بل هو في الأساس مشروع سياسي استغل النصوص الدينية لتبرير دعم إسرائيل وخدمة الحركة الصهيونية العالمية.
وأوضح خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هذه الفكرة تعود جذورها إلى القرن السابع عشر، حين هاجر البروتستانت من بريطانيا إلى أمريكا، وأسسوا مجتمعًا يقوم على قراءة انتقائية للنصوص التوراتية وتفسيرها على نحو يخدم مصالحهم السياسية.
وأضاف أسعد أن المسيحية تقوم على الإيمان بالروح والمعنى وليس بالالتزام الحرفي بالنصوص، مشيرًا إلى أن هناك آية صريحة تقول: "الروح تحيي أما الحرف فيقتل". لكن الصهيونية المسيحية فسّرت بعض النصوص بشكل حرفي ومنحرف، مثل مقولة السيد المسيح: "جئت لأكمل لا لأنقض"، لتبرير فكرة أن المسيحي يجب أن يؤمن بالنص التوراتي بكل ما فيه، بما في ذلك مقولة "شعب الله المختار".
وأشار المفكر السياسي إلى أن هذه التفسيرات الخاطئة خلقت حالة من التداخل بين اليهودية والمسيحية، وهو ما أنتج قناعة لدى بعض المسيحيين بأن دعم إسرائيل التزام ديني، في حين أن الأمر في حقيقته نتاج استغلال سياسي للنصوص وليس جوهرًا من العقيدة المسيحية.
وأكد أسعد أن خطورة هذه التوجهات تكمن في أنها تدفع مسيحيين كثيرين إلى التعاطف مع إسرائيل دون وعي، وهو ما يخدم أهداف المشروع الصهيوني على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
