دعت زعيمة الحزب الديمقراطي الإيطالي المعارض، إيلي شلاين، اليوم الخميس، رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إلى اتخاذ خطوة حاسمة بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، معتبرة أن استمرار الحكومة الإيطالية في الصمت تجاه ما يحدث في غزة يُعد تخليًا عن القيم الإنسانية والسياسية التي قامت عليها الجمهورية الإيطالية.
وقالت شلاين، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيطالية، إن صمت ميلوني حيال الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة يمثل تضحية بكرامة إيطاليا ومكانتها على الساحة الدولية. وأضافت أن الحكومة الإيطالية مطالبة باتخاذ موقف واضح وشجاع يتماشى مع المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان التي طالما دافعت عنها إيطاليا في محافل دولية عدة.
وأوضحت شلاين أن الحزب الديمقراطي يعتبر الاعتراف بدولة فلسطين خطوة أساسية لإحياء عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وسياسة الحصار على قطاع غزة فاقما من الأزمة الإنسانية وأدخلا المنطقة في دوامة جديدة من العنف والمعاناة.
وأكدت زعيمة الحزب الديمقراطي أن الاعتراف بدولة فلسطين لن يكون مجرد قرار رمزي، بل خطوة سياسية واستراتيجية تسهم في الضغط على إسرائيل لوقف سياساتها العدوانية، وتعزز في الوقت نفسه دور الاتحاد الأوروبي في دعم حل الدولتين كخيار وحيد قابل للحياة لإنهاء الصراع.
وانتقدت شلاين بشدة ما وصفته بـ"الصمت غير المبرر" من جانب رئيسة الوزراء ميلوني، معتبرة أن هذا الموقف يعكس تبعية سياسية لتحالفاتها الدولية، خاصة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، على حساب المصلحة الوطنية الإيطالية وصورة البلاد كدولة حامية للقانون الدولي.
وأضافت أن "إيطاليا لا يمكن أن تظل متفرجة أمام المآسي الإنسانية التي تحدث في غزة، حيث يعاني الأطفال والنساء من نقص الغذاء والدواء والمياه، ويُحرم المدنيون من أبسط حقوقهم"، مشددة على أن الاعتراف بفلسطين هو أقل ما يمكن أن تفعله إيطاليا للوقوف بجانب العدالة والإنسانية.
ويأتي هذا الموقف في ظل تزايد الدعوات الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطين، حيث اتخذت بعض الدول الأوروبية خلال السنوات الأخيرة خطوات مماثلة، فيما لا يزال الاتحاد الأوروبي منقسمًا حول هذه القضية. ويرى مراقبون أن موقف الحزب الديمقراطي الإيطالي يعكس ضغطًا داخليًا متناميًا على حكومة ميلوني لإعادة النظر في سياساتها تجاه الشرق الأوسط.
ويؤكد محللون سياسيون أن الاعتراف بدولة فلسطين من قبل إيطاليا، باعتبارها إحدى الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي ومؤسسة في حلف الناتو، قد يشكل نقطة تحول في الموقف الأوروبي الجماعي، ويمثل رسالة سياسية قوية تجاه إسرائيل بضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات.
