دخلت المواجهة الحزبية حول إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية مرحلة جديدة، اليوم الخميس، مع استعداد الحزب الديمقراطي في ولاية كاليفورنيا لتمرير خريطة دوائر جديدة تمنحه خمسة مقاعد إضافية في مجلس النواب، في خطوة تُعدّ ردًا مباشرًا على إقرار مجلس نواب ولاية تكساس، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، لخريطة انتخابية تعزز من فرص حزبهم في تلك الولاية.
تعقيدات في كاليفورنيا مقابل سرعة في تكساس
وعلى عكس تكساس، حيث يكفي تصويت مجلس الشيوخ الجمهوري وتوقيع الحاكم غريغ أبوت لاعتماد الخرائط، تواجه كاليفورنيا مسارًا أكثر تعقيدًا. إذ يتعين على الديمقراطيين هناك استخدام أغلبيتهم التشريعية المطلقة لتمرير الخريطة بأغلبية الثلثين، يليها استفتاء شعبي في نوفمبر لاعتمادها.
هذا التعقيد ينبع من وجود لجنة مستقلة لإعادة ترسيم الدوائر أقرت سابقًا من قبل الناخبين، وبدعم من الحاكم غافين نيوسوم نفسه، قبل أن تتغير الظروف السياسية مع دعوات الرئيس السابق دونالد ترمب للجمهوريين إلى السيطرة على إعادة رسم الخرائط.
وقال نيوسوم في تصريح صحفي: "نحن بحاجة إلى خطوات استثنائية لمواجهة ما يحدث في تكساس وغيرها من الولايات الجمهورية... هذا حزب ديمقراطي جديد، بطاقة جديدة، ورد مماثل".
تصعيد متبادل
في تكساس، حاول الديمقراطيون عرقلة تمرير الخريطة الجمهورية الجديدة عبر مغادرة الولاية سابقًا، ما أدى إلى تأخير التصويت 15 يومًا. لكن الشرطة فرضت رقابة عليهم لضمان حضورهم، وانتهت جلسة التصويت الأربعاء بإقرار الخريطة بنتيجة 88 مقابل 52، بعد نقاش امتد لأكثر من ثماني ساعات. وقد تعهد الديمقراطيون بالطعن على القرار أمام القضاء، معتبرين أن الجمهوريين فضلوا مصالحهم السياسية على حساب قضايا ملحة مثل أزمة الفيضانات الأخيرة.
في السياق نفسه، عبّر الرئيس السابق باراك أوباما عن دعمه لخطة نيوسوم، واصفًا إياها بأنها "ذكية ومتوازنة" لمواجهة التحركات الجمهورية في الولايات الحمراء.
الأميركيون قلقون من تقسيم الدوائر
أظهر استطلاع حديث أجرته "رويترز - إبسوس" أن غالبية الأميركيين يرون أن جهود إعادة تقسيم الدوائر، مثل تلك الجارية في تكساس وكاليفورنيا، تضر بالديمقراطية. وأشار 57% من المشاركين إلى أنهم يشعرون بأن النظام الديمقراطي مهدد، وهي وجهة نظر تبناها 80% من الديمقراطيين و40% من الجمهوريين.
وأعرب 55% عن اعتقادهم بأن إعادة التقسيم السياسي الجارية في عدد من الولايات تؤثر سلبًا في الديمقراطية، بما فيهم 71% من الديمقراطيين و46% من الجمهوريين.
السباق إلى 2026
جاءت خطوة إعادة التقسيم في تكساس استجابة لدعوة من الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي حثّ الجمهوريين على إعادة رسم الخرائط قبل انتخابات التجديد النصفي عام 2026، في محاولة لضمان استمرار السيطرة الجمهورية على مجلس النواب. فالتاريخ يُظهر أن الحزب الحاكم غالبًا ما يخسر مقاعد في انتخابات التجديد، ما قد يعوق أجندته السياسية، كما حدث خلال الولاية الأولى لترامب، التي شهدت تحقيقين لمحاولة عزله.
ورغم الاختلاف في وجهات النظر، فإن كلا الحزبين يتعامل مع قضية إعادة تقسيم الدوائر كسلاح استراتيجي رئيسي في معركة السيطرة على الكونغرس.