صرّح نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، أن المفاوضات الجارية لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا تتركز على نقطتين أساسيتين: الضمانات الأمنية لكييف، ومسألة الأراضي التي تسعى موسكو للسيطرة عليها، بما في ذلك مناطق لا تزال خارج نطاق احتلالها. وأشار فانس إلى أن واشنطن تبذل جهودًا حثيثة للتوسط في اتفاق سلام يُنهي الصراع المستمر.
وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" مساء الأربعاء، قال فانس: "هناك سؤالان محوريان في صلب المفاوضات. من جهة، تطالب أوكرانيا بضمانات تحول دون تكرار الغزو الروسي مستقبلاً، ومن جهة أخرى، تصر روسيا على بسط سيطرتها على مناطق محددة، بعضها تحت سيطرتها بالفعل، وأخرى خارجها حتى الآن".
وتسيطر روسيا حاليًا على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، مع سعيها للسيطرة الكاملة على إقليم دونباس، رغم فشلها في طرد القوات الأوكرانية بالكامل منه.
وألمح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في أكثر من مناسبة، إلى أن تسوية النزاع قد تتطلب "تبادل أراضٍ" بين كييف وموسكو، وهو ما ترفضه أوكرانيا بشكل قاطع حتى الآن.
ورأى فانس أن لقاءً مباشرًا بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد يُسهم في كسر الجمود، قائلاً: "هذه هي جوهر المفاوضات، الروس يريدون الأرض، والأوكرانيون يبحثون عن الأمان".
وفي تصريح لافت، كشف فانس أنه أجرى عدة مكالمات هاتفية مع الرئيس الروسي، قائلاً: "بوتين أكثر هدوءاً مما يروّج له الإعلام الأميركي، إنه حذر للغاية ويحسب خطواته بدقة".
تحركات دبلوماسية مكثفة
وعلى صعيد التحركات الدبلوماسية، كثف الرئيس الأميركي دونالد ترمب جهوده لإنهاء النزاع، إذ عقد قمة مع بوتين في ولاية ألاسكا الأسبوع الماضي، كما استضاف في البيت الأبيض، الاثنين، الرئيس الأوكراني زيلينسكي وعدداً من القادة الأوروبيين.
ويسعى ترمب لترتيب لقاء ثنائي بين بوتين وزيلينسكي، يتبعه لقاء ثلاثي بحضوره، غير أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، شدد على أن موسكو منفتحة على الحوار بشرط "تسوية القضايا العالقة".
من جانبه، شكك الرئيس الأوكراني في جدية النوايا الروسية، مؤكداً في مؤتمر صحافي عقده في كييف، الخميس، أنه "لا توجد أي إشارات من الكرملين تدل على استعدادها للتفاوض أو إنهاء الحرب".
وأضاف زيلينسكي أن بلاده تسعى خلال أسبوع إلى عشرة أيام للتوصل إلى تفاهمات بشأن الضمانات الأمنية، قبل الدخول في محادثات ثنائية، أو قمة ثلاثية برعاية ترمب، حسب ما نقلته وكالة "رويترز".