أخبار عاجلة
تعرف على طريقة حجز العمرة عبر منصة “نسك” -

ترامب يتلاعب بالحقائق.. سجل متضارب يكشف زيف تصريحات الرئيس الأمريكى بشأن تسوية النزاعات

ترامب يتلاعب بالحقائق.. سجل متضارب يكشف زيف تصريحات الرئيس الأمريكى بشأن تسوية النزاعات
ترامب يتلاعب بالحقائق.. سجل متضارب يكشف زيف تصريحات الرئيس الأمريكى بشأن تسوية النزاعات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى محاولة لإعادة تسويق نفسه كـ"صانع السلام الرئيسي"، قدّم الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب رواية مشوّهة لإنجازاته الدبلوماسية، متجاهلًا الحقائق ومتباهيًا بادعاءات ثبت تضاربها مع الواقع.

فخلال تصريحاته الأخيرة بشأن الحرب فى أوكرانيا، حاول ترامب التنصل من دعواته المتكررة لوقف إطلاق النار، مدعيًا أنه يسعى فقط إلى "اتفاقات سلام شاملة" ـ رغم أن سجله يروى قصة مغايرة، مليئة بالتصريحات والمواقف التى تناقض مزاعمه الحالية. 

هذا التباين يثير تساؤلات جدية حول صدقية ترامب فى خوض الملفات الدولية الأكثر تعقيدًا، ويفتح الباب لنقاش أوسع حول خطورة التلاعب السياسى بالتاريخ الحديث.

وفى حديثه عن مصداقيته باعتباره "صانع السلام الرئيسي" خلال المحادثات بشأن أوكرانيا فى البيت الأبيض، قدم دونالد ترامب ادعاءين رئيسيين: أنه يريد صفقات سلام بدلًا من وقف إطلاق النار، وأنه أنهى ست حروب منذ أن أصبح رئيسًا.

ولكن فى عجلة من أمره للتوصل إلى اتفاق سلام فى أوكرانيا، فإن ترامب يتلاعب بالحقيقة.

وزعم ترامب وإدارته أنهما ساعدا فى تسوية النزاعات بين إسرائيل وإيران، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، وكمبوديا وتايلاند، والهند وباكستان، وصربيا وكوسوفو، ومصر وإثيوبيا.

لم يقدم حلولا للمشكلات بين 6 دول 

ولكن الادعاء بتسوية تلك الصراعات مبالغ فيه وفى بعض الحالات يتناقض مع استمرار العنف فى بلدان مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث فشل المتمردون المدعومون من رواندا فى الالتزام بالموعد النهائى للتوصل إلى اتفاق سلام فى الدوحة يوم الثلاثاء.

فى إيران، شنّت الولايات المتحدة ضرباتها الخاصة باستخدام قنابل خارقة للتحصينات ضد منشآت عسكرية ونووية قبل أن تُجبر إيران على قبول وقف إطلاق النار. ونفت الهند أى دور لترامب فى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع باكستان لإنهاء أيام من الضربات على إقليم كشمير المتنازع عليه فى مايو.

ولم تتوصل مصر وإثيوبيا إلى اتفاق لتسوية جذور نزاعهما - سد على نهر النيل بنته إثيوبيا والذى من شأنه تحويل مياه النيل عن مصر. ونفت صربيا أى خطط لديها لشن حرب مع كوسوفو، على الرغم من أن ترامب نسب الفضل لنفسه فى منع نشوبها.

فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وباعتراف ترامب نفسه، فقد سعى إليه مرارًا فى هذه النزاعات. والآن، يسعى إلى إعادة كتابة التاريخ، مكثّفًا الضغوط على أوكرانيا.

وجاء إعلان ترامب أنه لا يسعى إلى وقف إطلاق النار فى أوكرانيا بعد اجتماعه مع فلاديمير بوتن فى ألاسكا الأسبوع الماضي، حيث طالب الرئيس الروسى فى البداية أوكرانيا بالتنازل عن السيطرة على أراض فى جنوب شرق البلاد قبل التفاوض على وقف إطلاق النار.

إن هذا السؤال حاسم فى تحديد مسار السلام النهائى فى أوكرانيا حيث يريد بوتن أن يقرر أى الأراضى سوف تحتفظ بها روسيا فى حين لا يزال القتال مستعرا، فى حين طالبت كييف بإسكات المدافع فى وقف إطلاق النار قبل اتخاذ أى قرارات بشأن المطالبات الإقليمية.

وبحلول الاجتماعات مع الزعماء الأوروبيين، قال ترامب إنه لم يعد يسعى إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

ترامب يقدم نفسه كصانع للسلام والنزاعات تزداد اشتعالا

إذا نظرتَ إلى الاتفاقيات الست التى أبرمتها هذا العام، ستجد أنها كانت جميعها فى حالة حرب. لم أبرم أى اتفاقات لوقف إطلاق النار،" صرّح ترامب مخاطبًا زيلينسكي، "لا أعتقد أنكم بحاجة إلى وقف إطلاق نار".

لكن سجله يُشير إلى خلاف ذلك. ففى ١٠ مايو، وبعد اندلاع أعمال العنف بين الهند وباكستان، أعلن ترامب: "بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرنى أن أعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار كامل وفوري. تهانينا لكلا البلدين على استخدام المنطق السليم والذكاء العميق".

فى ٢٦ يوليو، صرّح ترامب بأنه سيتصل بزعيمى تايلاند وكمبوديا للدعوة إلى وقف إطلاق النار بعد ثلاثة أيام من القتال الحدودي. وكتب: "انتهت المكالمة مع كمبوديا، لكن توقعوا معاودة الاتصال بشأن وقف الحرب ووقف إطلاق النار بناءً على موقف تايلاند". وأضاف: "أحاول تبسيط موقف معقد!".

وقف إطلاق النار 

وفيما يتعلق بإسرائيل وإيران، كتب ترامب أيضًا: "تم الاتفاق بشكل كامل بين إسرائيل وإيران على أنه سيكون هناك وقف كامل وشامل لإطلاق النار".

ونشرت قناة MSNBC الإخبارية الأمريكية تسجيلا مجمعا لدعوة ترامب لوقف إطلاق النار فى أوكرانيا فى الأسابيع والأيام التى سبقت اجتماعاته مع بوتين ثم زيلينسكي.

ولكن ترامب ــ الذى يبحث عن فوز سريع ــ أعاد كتابة سجله مع اقترابه من خارطة الطريق التى أقرها بوتن لإنهاء صراع أثبت أنه أصعب كثيرا فى الحل مما كان يعتقد ذات يوم.

وظهر ذلك عندما ترك دونالد ترامب أسئلة أكثر من الإجابات عندما زعم تحقيق "تقدم كبير" فى قمته المهمة مع فلاديمير بوتين لكنه اعترف بأنه لم يتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء حرب روسيا على أوكرانيا.

وأشار الرئيس الأمريكى أيضًا إلى أن الأمر متروك الآن لفولوديمير زيلينسكى "لإنجاز الأمر" وأنه سيتم ترتيب اجتماع بين الرئيس الأوكرانى وبوتين، والذى قد يحضره ترامب.

وقال ترامب فى مؤتمر صحفى مشترك فى أنكوريج، ألاسكا: "لقد عقدنا اجتماعًا مثمرًا للغاية، وتم الاتفاق على العديد من النقاط". وأضاف: "لم يتبقَّ سوى عدد قليل جدًا. بعضها ليس بتلك الأهمية. ربما يكون أحدها هو الأهم، لكن لدينا فرصة كبيرة جدًا للوصول إليه".

وحذر قائلًا: "لن يكون هناك اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق".

وقال ترامب للصحفيين: "لقد حققنا تقدمًا كبيرًا اليوم. لطالما كانت علاقتى بالرئيس بوتين - فلاديمير بوتين - رائعة."

ومع انتهاء المؤتمر الصحفي، ألمح بوتين إلى أن لقائهما المقبل قد يُعقد فى موسكو، فصرخ عشرات الصحفيين بأسئلتهم دون جدوى. غادر الرئيس الأمريكي، الذى لا يقاوم عادةً مؤتمرًا صحفيًا مفتوحًا، المنصة دون أن يُجيب عن أيٍّ منها.

ومع ذلك، فقد أوضح فى مقابلة مع شون هانيتي، المذيع على شبكة فوكس نيوز المحافظة، أن الكرة فى ملعب أوكرانيا. وقال: "الآن، يقع على عاتق الرئيس زيلينسكى إنجاز الأمر، وأود أن أقول أيضًا إن على الدول الأوروبية أن تتدخل قليلًا".

أعتقد أنهم سيرتبون اجتماعًا الآن بينى وبين الرئيس زيلينسكى والرئيس بوتين. لم أسأل عن ذلك. ليس لأننى أرغب فى الحضور، بل لأتأكد من إنجازه، ولدينا فرصة جيدة جدًا لإنجازه.

وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر إن ترامب "فرش السجادة الحمراء" لـ"بلطجى استبدادي... بدلا من الوقوف مع حلفائنا".

بينما ننتظر تفاصيل جوهرية لما نوقش، يبدو للوهلة الأولى أن ترامب منح بوتين الشرعية، ومنصة عالمية، ودون أى مساءلة، ولم يحصل على أى مقابل. نخشى أن هذا لم يكن دبلوماسية، بل كان مجرد مسرحية.

وقال كين مارتن، رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية: "لقد كان دونالد ترامب يتقرب من فلاديمير بوتين لسنوات، وهذا الاجتماع أكد على عمق هوسه المريض بالديكتاتور الروسى والمتهم بارتكاب جرائم حرب".

وأضاف: "كان ترامب واضحا فى أن أجندته فى السياسة الخارجية هى السماح لروسيا "بفعل كل ما تريد" - بغض النظر عن مدى الكارثة التى قد يسببها ذلك للولايات المتحدة وحلفائنا - وعندما تم اختباره، أحرج ترامب الولايات المتحدة من خلال التراجع مثل البدلة الرخيصة".

فى نهاية المطاف، يكشف خطاب ترامب الأخير عن نمط مألوف فى أدائه السياسى وهو تقديم صورة منمقة عن الواقع تخدم مصالحه الآنية، حتى لو تعارضت مع الوقائع الموثقة. فبينما يروّج لنفسه كصانع للسلام، تشير تصريحاته السابقة وسجله العملى إلى تناقضات صارخة تُضعف مصداقيته.

ومع احتدام الصراع فى أوكرانيا، تصبح الحاجة إلى وضوح المواقف وحقيقة النوايا أمرًا أكثر إلحاحًا ـ لا سيما عندما تأتى المبادرات من شخصية سياسية اعتادت التلاعب بالحقائق وتطويعها لخدمة طموحاتها.

688.jpeg

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ترامب: سأعين رئيسا جديدا للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في أقرب وقت
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة