أكد العميد أيمن الروسان، الخبير العسكري والاستراتيجي ومحلل الشؤون الدفاعية، أن التحركات العسكرية الإسرائيلية نحو احتلال مدينة غزة ربما تأتي كنوع من الضغط مشيرا إلى أن تنفيذ خطة الاحتلال أمر صعب.
وقال الروسان في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "بدأ الجيش الإسرائيلي بالتمهيد لاحتلال غزة بعمليات مكثفة في حي الزيتون وجباليا بعد موافقة وزير الدفاع على خطة جدعون الثانية، مستدعيًا عشرات من قوات الاحتياط".
وأضاف: "أتوقع أن يبدأ الجيش في الأيام القادمة بإصدار أوامر إخلاء لدفع السكان المحليين في غزة باتجاه الجنوب لكنني أعتقد في الوقت نفسه أن هذا كله تهويل بهذا الاستدعاء، ولا يوجد هناك قرار نهائي للحرب رغم كل الاستعدادات الجارية، لأن هذا الخيار يواجه تحديات كبيرة تتعلق بعدم قدرة الجيش على إنجاز المهمة اللازمة، ومشكلة الأسرى، وهناك خطر كبير على حياتهم، إضافة إلى التداعيات الدولية".
وتابع: "أعتقد أن خطط الاحتلال واستدعاء أعداد ضخمة هو نوع من الضغط على حركة حماس، وقد يكون أقرب إلى التهويل، لا سيما أن هذه العملية من الصعوبة بمكان حسمها بسرعة، بينما يريد رئيس الوزراء خطة سريعة".
وواصل: "لكن هذه الخطة واضحة بأنها مؤلفة من أربع مراحل وتمتد لمدة أربعة شهور، ويمكن أن يبدأ تنفيذها مع بداية شهر أكتوبر بعد عيد الغفران، وهذا يجعل خيار الاحتلال الكامل لمدينة غزة موقفًا معقدًا يتجاوز المنطق العسكري والأمني".
وأوضح: "الخطة تبدأ باحتلال مدينة غزة التي تضم مليون نسمة بكثافة سكانية هائلة، وتهجيرهم باتجاه مناطق لا تتسع أصلًا، علمًا أن هؤلاء السكان نزحوا أكثر من ست أو سبع مرات، وفيهم المرضى وكبار السن، ومن الصعوبة بمكان ترحيلهم من جديد".
وعن تزامن التحركات العسكرية الإسرائيلية مع موافقة حماس على مقترح الهدنة قال الروسان: "المفاوضات تمت، وقد وافقت حماس عليها، وهذا بفضل الجهود المشكورة لمصر وقطر اللتين تمكنتا خلال فترة وجيزة من التوصل إلى اتفاقية وافقت عليها حماس، وبالتالي وُضع نتنياهو في زاوية، فهو إما أن يوافق أو يظهر كما ظهر سابقًا بأنه لا يريد سلامًا ولا اتفاقًا".
واختتم: "موافقة حماس على مقترح الوسطاء أدخلت نتنياهو في تخبط سياسي، وهو الآن متردد في الاستمرار في الحرب لأن نتائجها غير مضمونة، ويخشى في الوقت ذاته من أي اتفاق جزئي مع المقاومة الفلسطينية باعتبار أن ذلك قد يؤدي إلى وقف شامل للحرب من دون تحقيق شروطه لذلك عليه أن يقرر بين خيار الحسم العسكري في غزة أو القبول باتفاق".
