يُعد السهر وقلة النوم من العادات الشائعة في مجتمعات اليوم، خاصة بين فئات الشباب والعاملين في بيئات ضاغطة، حيث يعتقد الكثيرون أن النوم لساعات قليلة يمكن تعويضه في وقت لاحق أو لا يتجاوز تأثيره سوى الإرهاق المؤقت وضعف التركيز.
لكن الحقيقة التي تكشفها الدراسات الطبية الحديثة، ومنها تقرير نشره موقع news18، تشير إلى أن الحرمان المزمن من النوم لا يؤثر فقط على الحالة الذهنية اليومية، بل يُشكّل تهديدًا مباشرًا لصحة الإنسان، وخاصة في ما يتعلق بخطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب المزمنة.
النوم والسكتة الدماغية.. علاقة خطيرة ومباشرة
أشارت تقارير طبية متخصصة إلى أن النوم العميق والمنتظم يُساعد الجسم على خفض ضغط الدم ليلًا، ما يتيح للأوعية الدموية فرصة للراحة والتعافي.
لكن حين يُحرم الإنسان من هذه الفترة الحيوية:
يبقى ضغط الدم مرتفعًا طوال الليل.
تُصاب الأوعية الدموية بالإنهاك والتلف التدريجي.
تزداد فرص الإصابة بالسكتة الدماغية مع مرور الوقت، خاصة لدى من يعانون مسبقًا من مشاكل صحية مزمنة.
تأثيرات خفية لا تقل خطورة عن ارتفاع الضغط
النوم القليل لا يتسبب فقط في ارتفاع ضغط الدم، بل يؤثر أيضًا على عدة وظائف حيوية في الجسم:
اختلال في توازن السكر في الدم، ما يزيد من احتمال الإصابة بمرض السكري.
زيادة معدلات الالتهاب الداخلي، وهي أحد العوامل المؤثرة في ضعف الأوعية الدموية.
أنماط حياة غير صحية، مثل قلة الحركة أو الإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية، والتي غالبًا ما ترافق اضطرابات النوم.
تراجع الإنتاجية اليومية وانهيار الإيقاع البيولوجي
قلة النوم لا تؤثر فقط على الصحة الجسدية، بل تنعكس بشكل مباشر على أداء الفرد اليومي:
تدهور الذاكرة والانتباه.
بطء في ردود الفعل وضعف في التركيز.
اضطراب في الإيقاع اليومي للجسم، وهو النظام الطبيعي الذي ينظم نشاط الإنسان في ساعات النهار وراحته في ساعات الليل.
هذا الخلل يؤثر سلبًا على الجهاز العصبي والمناعي، ويزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
الضرر يمتد للعقل والنفس.. الاكتئاب على الخط أيضًا
لا تقتصر الأضرار على الجسد، بل تمتد لتشمل الصحة النفسية والعقلية:
الحرمان من النوم يرتبط بزيادة معدلات القلق والاكتئاب.
يُؤدي إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع في الدراسات طويلة المدى.
يرتبط أيضًا بزيادة الوزن ومشكلات التمثيل الغذائي، والتي تؤدي بدورها إلى أمراض مزمنة مثل ارتفاع الكوليسترول والسكر من النوع الثاني.
النوم.. استثمار في الصحة لا رفاهية
يتفق الخبراء والأطباء على أن النوم المنتظم والكافي (من 7 إلى 9 ساعات يوميًا) ليس ترفًا بل ضرورة بيولوجية لا غنى عنها.
فهو:
يُعزز مناعة الجسم.
يُعيد شحن الدماغ ويُحسن الوظائف الإدراكية.
يُقلل من التوتر ويُعيد التوازن النفسي.
يُشكل حاجزًا وقائيًا ضد الأمراض القاتلة مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب.
نصائح لنوم صحي يحمي صحتك
الالتزام بموعد نوم واستيقاظ منتظم حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
الابتعاد عن الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل.
تجنب الكافيين والمأكولات الثقيلة في المساء.
تهيئة بيئة هادئة ومظلمة ومريحة للنوم.
ممارسة النشاط البدني خلال النهار، دون ممارسة رياضة عنيفة قبل النوم مباشرة.