وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهامًا لمؤسسة سميثسونيان بأنها تركز بشكل مفرط على "مدى سوء العبودية" في الولايات المتحدة، بدلًا من تسليط الضوء على "إشراق" أمريكا.
جاءت هذه التصريحات في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي تجري فيه إدارته مراجعة شاملة لمحتوى معروضات المتاحف التابعة للمؤسسة.
وادعى ترامب في منشوره أن "سميثسونيان خارجة عن السيطرة، حيث كل ما يُناقش هو مدى فظاعة بلدنا، ومدى سوء العبودية، ومدى فشل المقهورين - لا شيء عن النجاح، لا شيء عن الإشراق، لا شيء عن المستقبل".
وأضاف ترامب: "لا يمكن لهذا البلد أن يكون 'واعيًا' (WOKE)، لأن 'الوعي' هو 'الإفلاس'. لدينا 'أكثر بلدان العالم ثراءً، ونريد أن يتحدث عنه كل البشر، بما في ذلك في متاحفنا".
تاريخ من التقليل من شأن تاريخ السود
تأتي تصريحات ترامب بعد أسبوع من إبلاغ البيت الأبيض لمؤسسة سميثسونيان بضرورة تعديل أي محتوى تعتبره الإدارة إشكاليًا من حيث "الأسلوب، والإطار التاريخي، والتوافق مع المُثل الأمريكية" في غضون 120 يومًا.
هذه المراجعة، إلى جانب تصريحات ترامب، تُعد أحدث مثال على محاولاته لفرض إرادته على المؤسسات الثقافية والتقليل من شأن تجارب وتاريخ السود في الولايات المتحدة.
وقد أشار دوغلاس برينكلي، المؤرخ الرئاسي، إلى أن انتقاد مؤسسة سميثسونيان لتناولها موضوع العبودية هو "قمة الغباء"، لأن العبودية "هي ما أدى إلى حربنا الأهلية وهي جانب محدد من تاريخنا الوطني".
جهود الإدارة لإعادة صياغة التاريخ الأمريكي
منذ توليه منصبه، قاد ترامب حملة لتطهير سياسات التنوع، والمساواة، والشمول من الحكومة الفيدرالية، وهدد بالتحقيق مع الشركات والمدارس التي تتبنى مثل هذه السياسات.
كما سعى إلى إعادة صياغة الماضي المتعلق بالعنصرية والتمييز، من خلال التقليل من أهمية هذا التاريخ، وتفضيل التركيز على تصوير منمق ووردي لأمريكا.
وقد عملت إدارته على حذف أو التقليل من الإشارات الحكومية لإسهامات الأبطال السود، مثل طياري توسكيجي وهارييت توبمان.
كما هاجم ترامب سابقًا معروضات سميثسونيان المتعلقة بالعرق، واصفًا إياها بأنها "أيديولوجية مثيرة للانقسام ومتمحورة حول العرق".
ترامب يتجاهل شمولية متاحف سميثسونيان
تتجاهل تعليقات ترامب شمولية المعروضات في متاحف سميثسونيان. فعلى سبيل المثال، على الرغم من أن المتحف الوطني للتاريخ والثقافة الأمريكية الأفريقية يتضمن معروضات عن رحلة العبودية والقوانين الجائرة، فإنه يبرز أيضًا أيقونات الحقوق المدنية والثقافة في تاريخ السود.
وفي إشارة إلى تصاعد التوترات، استقال مدير المتحف كيفن يونج في ربيع هذا العام، بعدما زاد ترامب من استهدافه لمؤسسة سميثسونيان ومتحفها الذي يهدف إلى سرد قصة الأمريكيين من أصل أفريقي لجميع الأمريكيين.
وقد وصف كوينتن جيمس، المؤسس المشارك لمنظمة "ذا كوليكتيف" التي تسعى لانتخاب المسؤولين السود في أمريكا، تعليقات ترامب بأنها محاولة لحماية "الهشاشة البيضاء"، وأنها "اعتداء على تاريخنا واعتداء على ما نعرف أنه حقيقي".