قصة الطفل الفلسطيني عبد الله أبو زرقة ليست مجرد حكاية فردية، بل هي مرآة تعكس حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها أطفال غزة في ظل الحصار والحرمان وغياب أبسط مقومات الحياة.
صرخة عبد الله «ماما أنا جعان» ليست فقط مؤلمة، بل هي صفعة على ضمير العالم الصامت، الذي شاهد هذا الطفل يموت ببطء بين أنياب المرض والجوع، دون أن يتحرك لإنقاذه. عبد الله لم يطلب الكثير، فقط طعامًا ليهدأ جوعه، ودواءً ليُسكّن ألمه، وسريرًا نظيفًا ليرتاح عليه.
ورحيله، في غربة قاسية بعيدًا عن وطنه، بعد أن أنهكه الانتظار، يفتح من جديد جراح الغزيين الذين يدفعون ثمن الحصار وغياب الرعاية الصحية، لا سيما الأطفال الأبرياء الذين يفترض أن يكونوا في حضن الطفولة لا في أقسام العناية المركزة.
وما يزيد الوجع أن المعاناة لم تتوقف عند عبد الله؛ فشقيقته الصغيرة «حبيبة» ما زالت تصارع نفس الألم في صمت، في سباق مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من براءتها. ونداء الصحفي عمرو طبش لا يجب أن يضيع في زحام الأخبار؛ لأنه نداء حياة.
هذه القصة لا تُروى لتثير الشفقة، بل لتوقظ الضمائر، ولتُذكّر بأن خلف كل رقم في نشرات الأخبار طفلٌ له اسم، وصوت، ووجع، وربما عبارة خالدة تهز القلوب.