في إطار سعي الدولة لتطوير منظومة التعليم الثانوي وفتح آفاق جديدة أمام الطلاب، أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني إدخال نظام البكالوريا التعليمية كمسار موازٍ للثانوية العامة ويستهدف هذا النظام توفير بدائل مرنة تتناسب مع قدرات وميول الطلاب، مع الحفاظ على مجانية التعليم وضمان تكافؤ الفرص بين الجميع.
وتعمل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني على إدخال نظام البكالوريا التعليمية كمسار جديد موازٍ للثانوية العامة، يقوم على الدراسة لمدة ثلاث سنوات متواصلة، ويمنح الطالب شهادة معادلة للثانوية العامة ويأتي الهدف من هذا النظام في إتاحة خيارات أوسع أمام الطلاب بما يتناسب مع قدراتهم وميولهم، مع الحفاظ على مجانية التعليم وتكافؤ الفرص.
نظام البكالوريا التعليمية
ويعد نظام البكالوريا اختياريًا بجانب الثانوية العامة، ولا يجوز إجبار أي طالب على الالتحاق به، وقد نصت التعديلات الأخيرة على قانون التعليم على فصل خاص بهذا النظام، موضحة أن الالتحاق به يقتصر على الحاصلين على شهادة إتمام التعليم الأساسي، ولا يسمح بالتحويل منه أو إليه خلال سنوات الدراسة.
وتستمر الدراسة في البكالوريا ثلاث سنوات، وتمنح الشهادة النهائية بترخيص للمدارس الخاصة يصدر بقرار من مجلس الوزراء، فيما يضع وزير التربية والتعليم القواعد المنظمة للقبول والمناهج والأقسام بالتنسيق مع المجالس المختصة.
كما حددت التعديلات نظام الامتحانات ليكون في نهاية كل عام دراسي على دورين، مع مجانية المحاولة الأولى، بينما تُفرض رسوم على المحاولات الإضافية لا تتجاوز 200 جنيه للمادة، مع إمكانية رفعها تدريجياً حتى 400 جنيه.
وتتضمن الشهادة النهائية تفاصيل الدرجات في كل مقرر، وعدد محاولات الامتحان، وتواريخها ونتائجها، لتكون بمثابة سجل واضح لمسار الطالب الدراسي وبذلك يشكل نظام البكالوريا بديلاً تعليمياً جديداً أكثر مرونة وتنظيماً بجانب الثانوية العامة.
تنويع مسارات التعليم الثانوي في مصر
وفي هذا السياق، يقول الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي: “إن إدخال نظام البكالوريا التعليمية يمثل خطوة مهمة نحو تنويع مسارات التعليم الثانوي في مصر”، موضحًا أن النظام الجديد يمنح الطالب فرصة للاختيار بين الثانوية العامة التقليدية ومسار آخر أكثر مرونة يعتمد على مناهج وأقسام متنوعة.
وأضاف “مغيث”، أن البكالوريا التعليمية تعتمد على الدراسة لمدة ثلاث سنوات متصلة، وتختتم بشهادة تعادل الثانوية العامة، مشيرًا إلى أن هذا يتيح للطالب الحصول على تأهيل أكاديمي متكامل دون فقدان حقه في دخول الجامعات المصرية.
وتابع، أن من أبرز مميزات هذا النظام أنه يحافظ على مجانية التعليم وتكافؤ الفرص، حيث لا يفرض على الطالب الالتحاق به بشكل إجباري، كما أن التحويل بينه وبين باقي أنظمة التعليم غير مسموح به لضمان استقرار العملية التعليمية.
نقلة نوعية للتعليم المصري
وفي نفس السياق، أوضح الخبير التربوي الدكتور حسن شحاتة، أن نظام البكالوريا الجديد يمثل نقلة نوعية للتعليم المصري، حيث يفتح المجال أمام الانتقال من أسلوب الحفظ والتلقين إلى نهج يقوم على الإبداع وتنمية مهارات التفكير، وأكد أن هذه الخطوة تجسد رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي في بناء الإنسان، وتضع التعليم المصري على طريق المنافسة إقليميًا ودوليًا.
وأضاف شحاتة، أن جعل النظام اختياريًا وليس إجباريًا من قبل وزارة التربية والتعليم، ساعد في طمأنة أولياء الأمور ودفعهم إلى تقبّل هذا التوجه الجديد، خاصة وأن نظام الامتحانات في البكالوريا يتسم بالمرونة، إذ تُعقد اختبارات في نهاية كل عام دراسي على دورين، مع مجانية المحاولة الأولى، بينما تُفرض رسوم بسيطة على المحاولات الإضافية، ما يعزز من جدية الطالب وفي الوقت نفسه يتيح له فرصة للتعويض.
واعتبر شحاتة، أن وضع تفاصيل الدرجات ومحاولات الامتحان في الشهادة النهائية يعكس مستوى الشفافية ويمنح الجامعات صورة دقيقة عن قدرات الطالب، لافتًا إلى أن نجاح التجربة يتوقف على جودة المناهج وتدريب المعلمين وتوفير بيئة مدرسية داعمة.
