أكد الدكتور أحمد الشحات استشاري الأمن الإقليمي والدولي أن حركة حماس استوعبت المساعي المصرية والقطرية لإعادة إحياء مفاوضات الهدنة في قطاع غزة.
وقال الشحات في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "مما لا شك فيه أن الوضع الميداني والمخطط الإسرائيلي المتسارع بشكل كبير لتنفيذ واقع احتلالي، والتحرك في مساحات أبعد من مجرد التغيير الديموغرافي والجغرافي، والتحرك بالتوازي في الضفة الغربية، قد فرض واقعًا جديدًا".
وأضاف: "قد استوعبت حركة حماس – وإن كان بشكل مؤقت – المساعي المصرية القطرية لإعادة إحياء الحالة التفاوضية مرة أخرى، وذلك لقطع الطريق على إسرائيل لتنفيذ مخططها بشكل واضح".
وتابع: "سرعة استجابة حماس لهذا المقترح تعكس وجود تفاهمات في الأيام الأخيرة مع القاهرة، ولم تكن استجابة ناتجة عن ضغوط، بل جاءت نتيجة توافقات للتجاوب السريع مع هذا المسار، وللتحرك في مساحات أخرى مع إسرائيل، وعلى الأقل لفرض واقع إدخال المساعدات، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل لا يُطاق".
وأوضح: "في الوقت ذاته جاء التحرك في إطار انسحابات للجيش الإسرائيلي لقطع الطريق على فرض واقع الاحتلال هذا التحرك يحرج إسرائيل ويحرج الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصًا وأن حماس باتت متوافقة تقريبًا مع مقترح ويتكوف المعدل".
وذكر: "هذا التحرك موضوعي وواقعي، ومرتبط بشكل كبير بتصور وفكرة مرونة الدولة المصرية، حتى في طرح فكرة وجود قوة دولية مؤقتة، مع وجود تجاوب من المجتمع الدولي ومشاركته لتحمل مسؤولياته بشكل واضح، والتمهيد لأن تكون السلطة الفلسطينية هي المسؤولة بعد ستة أشهر للتعامل مع هذا الواقع".
وأكمل: "في التوقيت نفسه، جاء طرح الخطة المصرية لإعادة الإعمار بشكل واقعي، وإن كانت في المقام الأول لوجستية، إلا أنها تعتمد على الحفاظ على جوهر القضية، ومن أهم مضامينها بقاء الشعب على الأرض".
وواصل: "أرى أن وقف العمليات العسكرية لمدة ستين يومًا يجب أن يُقرأ في ضوء الفارق في الإمكانات العسكرية فإسرائيل لم تتأثر عسكريًا، وحماس لم تتمكن من إعادة إحياء قدراتها العسكرية، لأن جميع منافذ الإمداد والدعم مغلقة في المقام الأول".
واختتم: "التحدي الحقيقي يتمثل في مدى التزام إسرائيل بهذا الواقع بعد أن تحركت عسكريًا وانتشرت بشكل واسع وحددت محاور التحرك وخطوط الدفع والأسلحة المستخدمة، بل وبدأت في تنفيذ خطة استدعاء جنود الاحتياط لتنفيذ مخططها".