شهدت سوق تأجير السيارات الكهربائية في بريطانيا تحولًا لافتًا خلال الفترة الأخيرة، مع إعلان شركة تسلا الأمريكية لصناعة السيارات عن تخفيض رسوم التأجير الشهري لسياراتها الكهربائية إلى نحو النصف مقارنة بمستويات العام الماضي. ونقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن مصادر في قطاع السيارات أن هذا التراجع الكبير في الأسعار يعكس الأزمة التي تواجهها الشركة في تصريف مخزونها، في ظل تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية بالسوق البريطانية والأوروبية بشكل عام.
ووفقًا للتقرير، انخفضت تكلفة استئجار بعض طرازات تسلا، مثل Model 3 وModel Y، إلى مستويات غير مسبوقة منذ دخول الشركة إلى السوق البريطانية، وهو ما جعلها أكثر تنافسية مقارنة بالموديلات الكهربائية الأخرى. وتأتي هذه الخطوة في إطار محاولة الشركة الأمريكية تحفيز المستهلكين على الإقبال مجددًا على سياراتها، بعدما شهدت مبيعاتها تراجعًا ملحوظًا خلال النصف الأول من عام 2025.
وأشار خبراء في صناعة السيارات إلى أن السبب وراء هذا التراجع يعود إلى مجموعة من العوامل، أبرزها تشبع السوق نسبيًا بالسيارات الكهربائية، وارتفاع تكاليف المعيشة التي دفعت المستهلكين إلى إعادة النظر في قرارات الشراء أو الاستئجار طويلة الأجل. كما لعبت المنافسة القوية من شركات مثل BYD الصينية وفولكس فاجن الألمانية دورًا في الضغط على تسلا داخل السوق الأوروبية.
وذكر التقرير أن شركات التأجير في بريطانيا اضطرت بدورها إلى إعادة تسعير عقودها مع العملاء الجدد والحاليين، بما يتماشى مع المستويات الجديدة التي حددتها تسلا. وهو ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في متوسط تكلفة استئجار السيارة الكهربائية، الأمر الذي قد يساهم في زيادة انتشارها على المدى القصير، لكنه يعكس في الوقت ذاته التحديات التي تواجهها الشركة للحفاظ على مكانتها السوقية.
وفي هذا السياق، قال محلل السيارات ريتشارد بروفوست في تصريحات للصحيفة: "تسلا تواجه لحظة حاسمة في السوق البريطانية. التخفيض الكبير في الأسعار يمثل خطوة تكتيكية لإعادة جذب المستهلكين، لكنه يكشف أيضًا عن حجم الضغوط التي تتعرض لها الشركة في ظل المنافسة المتزايدة". وأضاف أن استمرار هذا النهج قد يؤثر على هوامش الربح، لكنه قد يكون ضروريًا للحفاظ على حجم المبيعات.
وتشير بيانات السوق إلى أن نسبة مبيعات السيارات الكهربائية في بريطانيا شهدت تباطؤًا خلال العام الجاري، بعد أن كانت تشهد نموًا متسارعًا في السنوات الماضية. ويرى محللون أن المستهلكين أصبحوا أكثر حذرًا تجاه شراء أو استئجار السيارات الكهربائية، في ظل المخاوف المتعلقة بالبنية التحتية لشحن البطاريات، والقلق من تراجع القيمة السوقية للسيارات مع التطورات التكنولوجية السريعة.
ويُتوقع أن يسهم هذا الانخفاض الكبير في تكاليف الاستئجار في جذب شريحة جديدة من المستهلكين، خاصة أولئك الذين يرغبون في تجربة السيارات الكهربائية دون التزام مالي طويل الأمد. كما قد يشكل هذا التوجه فرصة لشركات التأجير لتعزيز حجم أعمالها، رغم أنه يضع تسلا تحت ضغط متزايد لإيجاد توازن بين حجم المبيعات واستدامة أرباحها.
ويرى خبراء الصناعة أن مستقبل تسلا في بريطانيا وأوروبا سيعتمد على قدرتها على تقديم طرازات جديدة بأسعار تنافسية، وتطوير تكنولوجيا البطاريات لزيادة مدى القيادة وخفض تكلفة الإنتاج، وهو ما قد يعيد للشركة زخمها في مواجهة المنافسين خلال السنوات المقبلة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.