في مشهد غير مسبوق منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، خرجت جموع هائلة من الإسرائيليين إلى شوارع تل أبيب والقدس وعدد من المدن الأخرى، في مظاهرات اتسعت رقعتها لتشمل مختلف القطاعات الاقتصادية والأكاديمية.
رفع المتظاهرون شعارات تطالب بوقف الحرب فورا وإعادة المختطفين المحتجزين في غزة، فيما تحولت بعض الاحتجاجات إلى مواجهات عنيفة مع الشرطة وصلت ذروتها بإشعال النار قرب مقر حزب الليكود في تل أبيب.

أزمة الداخل الإسرائيلي تنفجر
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن المئات تجمعوا أمام "قلعة زئيف"، المقر المركزي لحزب الليكود في تل أبيب، وأشعلوا النار في محيطه، ما دفع الشرطة إلى التدخل واعتقال أربعة أشخاص على الأقل بدعوى المشاركة في مظاهرة "غير قانونية".
الاحتجاجات لم تقتصر على تل أبيب؛ آلاف المتظاهرين أغلقوا شوارع رئيسية في أنحاء البلاد، بينها الطرق السريعة المؤدية إلى القدس، في خطوة أربكت حركة المرور وأدخلت المدن الكبرى في حالة شلل جزئي. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن نحو 38 شخصًا اعتُقلوا على خلفية "الاضطرابات"، بينما قدّرت قيادة أهالي المختطفين أن نحو مليون شخص شاركوا في الفعاليات المختلفة.
الليكود في قلب العاصفة
لم تقف الاحتجاجات عند حدود الشارع، بل امتدت إلى المرافق الاقتصادية الحيوية. فقد سمحت شركات كبرى مثل مايكروسوفت وميتا وتنوفا لموظفيها بالإضراب دعمًا للنضال، في حين أعلن اتحاد عمال هيئة الطيران المدني أن موظفي مطار بن غوريون يمكنهم المشاركة في الاحتجاج بشكل فردي. الجامعات الإسرائيلية بدورها، من بينها تل أبيب وحيفا وبن غوريون، انضمت إلى يوم الإغلاق، لتتسع رقعة الحركة الاحتجاجية إلى مختلف أركان المجتمع الإسرائيلي.

وبينما وصفت الشرطة الإسرائيلية المتظاهرين بأنهم يثيرون الفوضى، رد المحتجون باتهام قوات الأمن بأنها "إرهابيون يرتدون الزي العسكري"، في إشارة إلى استخدام القوة ضدهم.
ويعكس تواصل الاحتجاجات واتساعها بهذا الشكل غير المسبوق عمق الأزمة الداخلية التي تعصف بإسرائيل، حيث يتقاطع الغضب الشعبي من استمرار الحرب في غزة مع الضغوط المتزايدة لإعادة المختطفين. وبينما تحاول الحكومة الإسرائيلية احتواء الشارع عبر الاعتقالات، يبدو أن زخم الحركة الاحتجاجية آخذ في التصاعد، مدفوعًا بانخراط قطاعات واسعة من المجتمع. ومع استمرار المظاهرات والإضرابات، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستنجح هذه الضغوط الشعبية في تغيير مسار الحرب وسياسات الحكومة، أم ستتحول إسرائيل إلى ساحة صراع داخلي يضاف إلى أزماتها الخارجية؟
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.