أخبار عاجلة
إصابة شخصين في حريق عقار سكنى ببنها -

الهروب أو الموت جوعًا.. الحياة داخل مدينة سودانية تحت الحصار

الهروب أو الموت جوعًا.. الحياة داخل مدينة سودانية تحت الحصار
الهروب أو الموت جوعًا.. الحياة داخل مدينة سودانية تحت الحصار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى الفاشر، آخر معاقل الجيش السودانى فى دارفور، يعيش مئات الآلاف من المدنيين بين قصف متواصل وحملة تجويع متعمدة من ميليشيا الدعم السريع.

عاشت حفيظة، البالغة من العمر ٢٢ عامًا، حياةً متواصلة بين النزوح والبقاء. تيتمت خلال الإبادة الجماعية فى دارفور فى أوائل العقد الأول من القرن الحادى والعشرين، وهى الآن ترعى شقيقاتها الثلاث الأصغر، فى مخيم أبو شوك للنازحين، بعدما قُتلت والدتها العام الماضى فى قصف سوق مزدحم.

وتقول حفيظة: "رأيت عشرة أو خمسة عشر شخصًا يُقتلون دفعةً واحدةً جراء القصف، كما يموت الناس ببطءٍ أكبر، جوعًا". 

ومع تسبب سوء التغذية فى وفاة ما لا يقل عن ٦٠ شخصًا خلال الأسبوع الماضى وحده، تُقسّم أيامها بين البحث عن الطعام والعمل فى عيادة مؤقتة، تعتنى بالجرحى تحت ضوء مصباح الهاتف.

قوافل المساعدات مُعطّلة، والمستشفيات مُنهارة، والكهرباء والمياه النظيفة مُنقطعة، وقد أدانت الوكالات الدولية "الاستخدام المدمر للتجويع كسلاح حرب".

منذ أبريل ٢٠٢٣، أودت الحرب الأهلية فى السودان بحياة ما لا يقل عن ١٥٠ ألف شخص وشردت أكثر من ١٠ ملايين، فيما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة نزوح وجوع فى العالم.

وقد خلصت الولايات المتحدة إلى أن ميليشيا الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها ترتكب إبادة جماعية فى دارفور، مُستهدفةً الجماعات العرقية الأفريقية السوداء، بما فى ذلك قبيلة الفور التى تنتمى إليها حفيظة، من خلال المجازر والعنف الجنسى واسع النطاق.

أسواق الفاشر شبه خالية. يبلغ سعر كيس الدخن الآن ٧.٢ مليون جنيه سودانى (٨٨٠٠ جنيه إسترليني)، ويُباع رطل الملح بـ ٢٤٠٠ جنيه سودانى (٢.٩٥ جنيه إسترليني)، وهى أسعار تفوق قدرة معظم السكان.

وانقطعت محاسن، البالغة من العمر ٤١ عامًا، عن زوجها فى بداية الحرب، وتكافح لإطعام أطفالها الأربعة، فى بعض الأيام، كانوا يعيشون على أوراق الشجر والأومباز، وهو نوع من علف الحيوانات يُصنع من قشور الفول السودانى وبقايا الطعام.

وقالت: "بدا الموت مُحتمًا، إن لم يكن اليوم فغدًا، من هجوم أو جوع أو مرض. عندما كنت أخرج للبحث عن الطعام، لم أكن أعرف أبدًا إن كنت سأنجو وأعود إلى أطفالي".

خوفًا من أن يُصابوا بالوهن قريبًا، قادت محاسن عائلتها فى رحلة طولها ٦٠ كيلومترًا غربًا إلى بلدة طويلة. 

كانت طويلة تُعتبر فى السابق ملاذًا آمنًا، وهى الآن تستضيف حوالى ٣٨٠ ألف شخص فروا من الفاشر ومخيم زمزم القريب، موقع مذبحة فى أبريل أودت بحياة ما يُقدر بنحو ١٥٠٠ مدني.

ومع ذلك، يتراجع الأمان هناك أيضًا. فالمساعدات شحيحة بسبب تخفيضات التمويل العالمي، فى حين أن سوء الصرف الصحى يُفاقم تفشى الكوليرا.

سيمنح سقوط الفاشر ميليشيا الدعم السريع السيطرة على منطقة شاسعة على الحدود مع ليبيا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان، ما قد يُمهد الطريق لتقسيم السودان بحكم الأمر الواقع.

ويُبرز حصار المدينة المخاطر الجيوسياسية الأوسع نطاقًا. فقد أدى الصراع إلى تقسيم السودان إلى مناطق سيطرة متنافسة، وجر أطرافًا إقليمية ودولية، بما فى ذلك روسيا والإمارات العربية المتحدة.

وأفادت التقارير أن رئيس مجلس السيادة السودانى عبد الفتاح البرهان التقى يوم الثلاثاء بمستشار الولايات المتحدة للشؤون الأفريقية مسعد بولس فى سويسرا لمناقشة مقترح سلام، على الرغم من أن محاولات الوساطة السابقة بين البرهان وقائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو فشلت فى التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم.

بالنسبة للمدنيين مثل حفيظة ومحاسن، تبدو المناورات السياسية بعيدة المنال ومجردة. وواقعهم أمام خيار صعب، الهروب ومخاطرة الموت على الطريق، أو البقاء ومواجهة الجوع تحت الحصار.

424.jpg

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بيان مصرى وعربى ودولى مشترك: إسرائيل الكبرى تشكل تهديدا للأمن القومى العربى
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة