هدنة مشروطة أم فخ سياسي؟ تفاصيل عرض بوتين لإنهاء الحرب

كشفت تقارير إعلامية أمريكية وبريطانية، اليوم، عن تفاصيل جديدة تتعلق بمحادثات جرت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة عقدت في ولاية ألاسكا، تتعلق بإنهاء الحرب في أوكرانيا.

بحسب ما نشرته صحيفة فاينانشال تايمز، طالب بوتين بانسحاب القوات الأوكرانية من منطقتي دونيتسك ولوجانسك كشرط أساسي لتجميد القتال في بقية الجبهات، بينما أبدى استعداداً لتجميد خطوط المواجهة في مناطق جنوبية كزابوريجيا وخيرسون، حال تنفيذ الشروط الروسية.

ترمب ينقل العرض الروسي.. وضغوط أوروبية

نقل ترمب بدوره هذا العرض للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اتصال هاتفي، كما شارك بنود المقترح مع عدد من القادة الأوروبيين، داعياً إلى تجاوز خيار "الهدنة المؤقتة" والسعي نحو تسوية دائمة، وفقًا لتقارير وول ستريت جورنال ورويترز.

وأكد ترمب أن بوتين قدّم تعهدًا بعدم شن هجمات جديدة على أوكرانيا إذا تم تنفيذ انسحاب كييف من الإقليمين الشرقيين. كما عرض الرئيس الأميركي تقديم ضمانات أمنية مباشرة لأوكرانيا من الولايات المتحدة، خارج إطار الناتو، كجزء من الصفقة.

موقف كييف

رفض الجانب الأوكراني هذه المقترحات الأولية، وأكدت مصادر مقربة من زيلينسكي أنه لن يقبل بأي اتفاق يشمل تنازلًا دائمًا عن أراضٍ سيادية، خاصة أن الدستور الأوكراني يحظر ذلك. ومع ذلك، أبدى استعدادًا للنقاش بشأن بعض التفاصيل خلال زيارة مرتقبة إلى واشنطن، قد تتضمن اجتماعًا ثلاثيًا محتملًا مع بوتين وترمب، رغم استمرار رفض بوتين للقاء زيلينسكي، واعتباره "رئيساً غير شرعي".

الموارد واللغة

أشارت التقارير إلى أن المناطق التي تطالب موسكو بانسحاب أوكرانيا منها، تضم موارد معدنية غنية، وهو ما يضاعف تعقيد المفاوضات. كما تضمنت المطالب الروسية بنودًا تتعلق بـ"الاعتراف باللغة الروسية كلغة رسمية في أوكرانيا، وحماية الكنائس الأرثوذكسية الروسية".

لا حديث عن عقوبات جديدة

أوضحت المصادر الأوروبية أن ترمب لم يتحدث عن أي عقوبات إضافية ضد روسيا خلال اتصاله، فيما شدد الزعماء الأوروبيون على استمرار العقوبات حتى يتوقف القتال فعليًا، مؤكدين أن تغيير الحدود بالقوة أمر غير مقبول.

خطوة أولى أم فخ دبلوماسي؟

تأتي هذه التطورات في ظل تغيرات متسارعة في المشهد الدولي. فبينما يسعى ترمب للظهور كصانع سلام قبيل الانتخابات، تتعامل أوكرانيا بحذر شديد مع أي مقترح قد يهدد سيادتها على المدى الطويل، خاصة في ظل تجربة سابقة من عدم الالتزام الروسي بالضمانات الدولية.