بعد أكثر من أربعة عقود من المنافسة الشرسة، تقترب شركة إيرباص الأوروبية من انتزاع لقب الطائرة التجارية الأكثر تسليماً في العالم من غريمتها الأمريكية بوينج، وفقا لبيانات صادرة عن شركة الاستشارات الجوية Cirium.
فمنذ إطلاق طراز A320 في عام 1988، استطاعت إيرباص تقليص الفجوة تدريجيا مع طراز 737 الأمريكي الشهير، الذي كان يسيطر على سوق الطائرات ذات الممر الواحد لعقود، وفقاً لموقع بلومبرج.
وبحسب البيانات التي نشرتها بلومبرج، فإن إجمالي تسليمات إيرباص من عائلة A320 بلغ حتى أوائل أغسطس نحو 12,155 طائرة، متأخرة بـ20 طائرة فقط عن بوينج 737، وهو فارق مرشح للاختفاء خلال أسابيع.
قصة صعود إيرباص
نجاح A320 يعكس قصة صعود إيرباص من مجرد صانع ناشئ في سبعينيات القرن الماضي، يواجه خلافات داخلية وتحديات سياسية واقتصادية، إلى منافس عالمي يتفوق على بوينج في بعض المؤشرات.
ففي أوائل الألفية الجديدة تجاوزت إيرباص منافستها في حجم التسليمات السنوية، كما تخطت طلبات A320 إجمالي طلبات 737 في عام 2019، لكن الأخير ظل يحتفظ بلقب الأكثر تسليما تاريخيا حتى اليوم.
الرهان التقني الذي خاضته إيرباص على أنظمة التحكم الرقمي بالطيران fly-by-wire والتصميم العملي للطائرة، جعل من A320 الخيار المفضل لدى شركات الطيران الباحثة عن مرونة تشغيلية وكفاءة في استهلاك الوقود.
انتكاسات بوينج
أما بوينج، فرغم نجاحها مع طرازات مثل 787 دريملاينر، واجهت انتكاسات كبيرة مع 737 ماكس بعد حادثتي تحطم مأساويتين أدتا إلى إيقافه عالميا لمدة 20 شهرا.
اليوم، يشكل كل من A320 و737 نحو نصف أسطول الطائرات التجارية حول العالم، لكن المحللين يرون أن عصر هذه الطائرات يقترب من نهايته مع دخول منافسين جدد مثل الكوماك C919 الصينية.
ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه إيرباص لتطوير جيل جديد من الطائرات، قد يعتمد على تكنولوجيا المحركات المفتوحة أو حتى التصاميم المستقبلية مثل الجناح الطائر، مع خطط لإطلاق بديل لـA320 بحلول منتصف الثلاثينيات.
وفي الوقت الذي تسعى فيه بوينج لتجاوز أزماتها المالية والتقنية قبل الالتفات لمشروع جديد، تبدو إيرباص في موقع أفضل لتحديد مستقبل سوق الطائرات ذات الممر الواحد، وهو القطاع الأهم في صناعة الطيران التجاري.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.