تحل اليوم ذكرى رحيل الفنانة علوية جميل التي غادرت عالمنا في السادس عشر من أغسطس عام 1994 عن عمر ناهز الرابعة والثمانين عامًا، بعد رحلة طويلة في المسرح والسينما والتلفزيون تركت خلالها بصمة لا تمحى في ذاكرة الجمهور، واسمها الحقيقي كان إليصابات خليل مجدلاني، حيث وُلدت في لبنان ثم انتقلت مع أسرتها إلى مصر لتبدأ مشوارها الفني من قلب القاهرة.
بدايات علوية جميل في الفن
دخلت علوية جميل عالم الفن وهي في الخامسة عشرة من عمرها حين انضمت إلى فرقة رمسيس المسرحية بقيادة يوسف وهبي الذي أطلق عليها اسمها الفني لما رآه أكثر ملاءمة للجمهور من اسمها الأصلي، ومنذ ذلك الوقت ارتبط اسمها بالمسرح، حيث وقفت على خشبة الخشبة في أعمال لاقت نجاحًا كبيرًا مثل توسكا والطلاق والكونت دي مونت كريستو والوطن وراسبوتين وغيرها من المسرحيات التي رسخت مكانتها كواحدة من أبرز نجمات الفرق المسرحية في مصر، وفقا لما رصده موقع تحيا مصر.

مع بداية السينما المصرية كان لها حضور مبكر، فقد شاركت في فيلم زينب عام 1930 ثم في فيلم يوم سعيد عام 1940، لتتوالى أعمالها السينمائية التي تجاوزت الخمسين فيلمًا. جسدت أدوارًا بارزة في أفلام بين القصرين وبداية ونهاية والأم القاتلة والشرف غالي والعقل في إجازة وضربة شمس وعلى باب الوزير وغيرها من الأعمال التي منحتها مكانة خاصة لدى النقاد والجمهور.
علوية جميل وصورة المرأة القوية
عرفت علوية جميل بقوة ملامحها وحضورها الطاغي، فارتبطت في ذهن الجمهور بصورة المرأة القوية أو الحماة المتسلطة أو الزوجة ذات الشخصية الصارمة، حتى أطلق عليها لقب المرأة الحديدية، ومع ذلك، كانت في حياتها الخاصة إنسانة رقيقة ووفية، وهو ما انعكس بوضوح في علاقتها بالفنان الكبير محمود المليجي الذي ارتبطت به في زواج استمر حتى وفاته عام 1983.
قصة زواجها من المليجي ارتبطت بموقف إنساني حين توفيت والدته ولم يكن يملك المال الكافي لدفنها، فسارعت إلى مساعدته دون أن تسمح له بجرح كرامته، تلك اللحظة صنعت بداية قصة حب طويلة تكللت بالزواج، ورغم أن المليجي تزوج في إحدى المرات سرًا، إلا أنها وقفت بحزم وفرضت عليه إنهاء تلك العلاقة سريعًا، وظلت رفيقة دربه حتى آخر أيامه.
اعتزال علوية جميل
اعتزلت علوية جميل الفن في منتصف الستينيات، مفضلة التفرغ لحياتها الأسرية بعد أن قدمت ما يكفي ليخلد اسمها في الذاكرة، رحلت بهدوء في منزلها عام 1994، ولم يشهد عزاؤها حضورًا فنيًا كبيرًا، وهو ما ترك أثرًا في نفوس من عرفوها، لكن رغم ذلك بقيت أعمالها وصورتها الفنية حاضرة حتى اليوم، فاسمها ما زال يتردد كلما عُرضت أفلامها القديمة على الشاشات.