تشهد مصر في أغسطس 2025 موجة حارة شديدة الوطأة، وصفت بأنها الأقوى منذ عدة سنوات. فقد تجاوزت درجات الحرارة في القاهرة حاجز 42°C، وفي صعيد مصر، خاصة أسوان والأقصر، لامست الحرارة المحسوسة 49°C، بينما لم تسلم المدن الساحلية من الارتفاع الكبير رغم نسيم البحر، إذ وصلت الإسكندرية إلى 36°C مع رطوبة عالية فاقت 85%، ما زاد من الإحساس بالحرارة.
القبة الحرارية والمتغيرات المناخية
يرجع خبراء الأرصاد السبب الرئيسي لهذه الموجة إلى ظاهرة القبة الحرارية (Heat Dome)، وهي منطقة ضغط جوي مرتفع تحبس الهواء الساخن أسفلها لفترات طويلة، ما يؤدي إلى تراكم الحرارة يوماً بعد يوم.
وفقا لخبراء الهيئة العامة للأرصاد الجوية ، ترجع شدة هذه الموجه الي امتداد منخفض الهند الموسمي بقيم ضغط منخفضة للغاية ، مصحوبة بكتل هوائية شديده السخونة قادمة من شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا.
وتعززت هذه الظاهرة هذا العام بفعل منخفض الهند الموسمي الممتد ومنخفض السودان، اللذين جلبا كتلًا هوائية ساخنة ورطبة
ويرى الخبراء أن التغيرات المناخية العالمية تلعب دوراً محورياً في زيادة قوة وطول هذه الموجات، إذ باتت أنماط الطقس أكثر تطرفاً نتيجة الاحتباس الحراري.
ووفقاً للهيئة العامة للأرصاد الجوية، ستبدأ هذه الموجة في الانكسار التدريجي اعتباراً من مساء الثلاثاء 19 أغسطس 2025، مع تراجع الحرارة بمعدل 3-5 درجات، لتسجل القاهرة نحو 36°C منتصف الأسبوع، بينما يستمر جنوب البلاد في أجواء شديدة الحرارة وإن كانت أقل قسوة.
تحذيرات وتوقعات مستقبلية يكشفها الخبراء
قالت الدكتور منى عبد العزيز، خبيرة مناخ: "ما نراه الآن ليس حدثاً فردياً، بل جزء من نمط متكرر سيزداد في السنوات المقبلة ما لم تُتخذ إجراءات جذرية للحد من الانبعاثات".
ومن جابنة كشف المهندس سامح فؤاد، خبير أرصاد: "ذروة الصيف في مصر تمتد حتى نهاية أغسطس، ومن الممكن أن نشهد موجات أخرى ولكن غالباً ستكون أقصر وأقل حدة من الحالية".
كيف تحمي نفسك من الموجات الحارة؟
1. تجنب التعرض المباشر للشمس بين 11 صباحاً و4 عصراً.
2. ارتداء ملابس قطنية فاتحة اللون.
3. الإكثار من شرب المياه والسوائل.
4. استخدام القبعات أو المظلات عند الخروج.
5. التواجد في أماكن جيدة التهوية أو مكيفة.
كيف تستعد الدولة المصرية لمواجهة تقلبات المناخ؟
تعمل الدولة على تنفيذ خطة وطنية للتكيف مع التغيرات المناخية، تتضمن:
زيادة المساحات الخضراء في المدن الكبرى لمواجهة ظاهرة الجزر الحرارية.
تطوير البنية التحتية لشبكات الكهرباء لمواكبة الطلب المتزايد على التبريد.
تبني مشروعات لتقليل استهلاك المياه في الزراعة ومواجهة الجفاف.
تشجيع البحث العلمي لإنتاج محاصيل أكثر مقاومة للحرارة
