شهد الوسط الفني خلال الأيام الأخيرة ضجة كبيرة بعد أن خرجت الفنانة القديرة نجوى فؤاد في مداخلة هاتفية عبر برنامج بنظرة تانية على قناة الشمس، لتطلق صرخة استغاثة حملت معها الكثير من الألم والمرارة، هذه الصرخة كشفت عن أزمة نجوى فؤاد التي تتجاوز حدود الأزمات الشخصية، لتتحول إلى قضية رأي عام تمس مصير جيل كامل من الفنانين الذين قدموا الكثير للفن المصري ولم يجدوا ما يضمن لهم حياة كريمة في الكِبر.
معاناة نجوى فؤاد من ضائقة مالية
الأزمة التي يرصدها موقع تحيا مصر بدأت حين أعلنت نجوى فؤاد أنها تعاني من أزمة مالية خانقة، إذ لا يتجاوز معاشها من نقابة المهن التمثيلية 600 جنيه شهريًا، وهو مبلغ لا يكفي لتغطية أبسط متطلباتها المعيشية، وزادت معاناتها مع حالتها الصحية، حيث تعرضت مؤخرًا لحادث سقوط أمام منزلها أسفر عن كسور مضاعفة في الذراع والكتف، بالإضافة إلى إصابات في القدم ومشاكل في العمود الفقري.

كل ذلك جعلها بحاجة ماسة إلى جلسات علاج طبيعي وعناية طبية لا تقدر على تحمل تكاليفها، ولم تتوقف أزمة نجوى فؤاد عند حدود المال والعلاج فقط، بل امتدت إلى أزمة سكن، حيث تعيش الفنانة الكبيرة في شقة بالإيجار ولا تملك منزلاً خاصًا بها، وهو ما يجعلها مهددة بفقدان مسكنها مستقبلًا مع تطبيق قوانين الإيجارات الجديدة، ورغم ما تمر به من أزمات متلاحقة، رفضت بشدة فكرة الانتقال إلى دار للمسنين، مؤكدة أنها لا تقبل أن تُلقى في هذا المصير بعد رحلة طويلة من العطاء، بل تحلم بإنشاء مشروع صغير يوفر لها دخلاً يحفظ كرامتها ويمنحها حياة آدمية.
تصريحات نجوى فؤاد عن أزمتها
كلماتها الموجعة التي قالت فيها "إحنا الجيل اللي خد ملاليم مش ملايين… نفسي أعيش حياة آدمية" أثارت موجة واسعة من التعاطف بين الجمهور ورواد السوشيال ميديا، لتتحول أزمة نجوى فؤاد إلى ترند، ومثار نقاش حول تقصير المؤسسات المعنية في رعاية الفنانين الكبار الذين صنعوا تاريخ الفن المصري.
رد الدولة لم يتأخر، حيث أعلن وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو عن استجابته الفورية لاستغاثة نجوى فؤاد، وكشف عن تشكيل لجنة مشتركة من الوزارة ونقابة المهن التمثيلية لزيارتها في منزلها والاستماع إلى احتياجاتها بشكل مباشر، وأوضح البيان الصادر أن الوزارة ستسعى إلى رفع قيمة معاشها والمساهمة في تغطية تكاليف علاجها، في محاولة لإعادة بعض الاستقرار إلى حياتها، الفنانة استقبلت هذه الخطوة بامتنان كبير، مؤكدة أن استجابة الوزير أعادت إليها الأمل وأشعرتها بأنها لم تُنسَ بعد.
الاستجابة للفنانة نجوى فؤاد
في النهاية، لا يمكن النظر إلى أزمة نجوى فؤاد كحادثة فردية عابرة، فهي بمثابة جرس إنذار يقرع بقوة ليكشف عن معاناة نجوم الزمن الجميل الذين أفنوا حياتهم في إسعاد الملايين دون أن يضمنوا لأنفسهم أمانًا في الشيخوخة، إنها دعوة لإعادة النظر في آليات دعم الفنانين وتقديرهم، وضمان حياة كريمة تليق بتاريخهم ومكانتهم، حتى يظل الفن مصدر فخر لا عبءً على من صنعوه.