قال سيرجي ماركوف، المستشار السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن التوصل إلى اتفاق بين الرئيسين الروسي والأميركي بشأن وقف الحرب يبدو أمرًا صعبًا، نظرًا لاختلاف المواقف بشكل جوهري، موضحًا أن إنهاء الحرب سيجعل روسيا تواجه ما وصفه بـ «الإرهاب» وتحديات من الدول الغربية، ولا سيما بريطانيا، التي لا ترغب في عودة العلاقات الطبيعية بين روسيا وأوكرانيا، رغم أنهما كانتا بلدًا واحدًا في السابق، ولغة الأغلبية في أوكرانيا هي الروسية.
بعض القوى الغربية تسعى لإبقاء الخلافات بين الروس والأوكرانيين قائمة
وأضاف ماركوف، خلال مداخلة مع الإعلامية داما الكردي، ببرنامج «منتصف النهار»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن بعض القوى الغربية تسعى لإبقاء الخلافات بين الروس والأوكرانيين قائمة، على غرار الصراع بين إسرائيل وفلسطين أو بين باكستان والهند، بينما تريد موسكو ضمان الاعتراف باللغة الروسية لغةً رسمية في أوكرانيا، ووقف ما تعتبره «قمعًا سياسيًا» ضد الناطقين بالروسية.
روسيا ترفض وقف إطلاق النار غير المشروط
ورأى ماركوف أن من الصعب تصور قبول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والدول الأوروبية بهذه الشروط، معتبرًا أنهم لا يريدون التفاوض أو الاعتراف بوجود «نظام إرهابي» في أوكرانيا، مؤكدًا أن روسيا ترفض وقف إطلاق النار غير المشروط، لأنه قد يتيح لفرنسا وبريطانيا إرسال قوات إلى أوكرانيا، مما قد يجرّ إلى مواجهة مباشرة بين روسيا وأوروبا.
الاحتمال الأكثر واقعية هو التوصل إلى تفاهمات جزئية تتعلق بوقف القصف الجوي
وأشار إلى أن الاحتمال الأكثر واقعية هو التوصل إلى تفاهمات جزئية تتعلق بوقف القصف الجوي، خاصة على المدن الكبرى في جبهات القتال، إضافة إلى وضع شروط لوقف مؤقت لإطلاق النار، قد تُناقش في اللقاء المرتقب بين بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ثم في اجتماع ثلاثي يضم بوتين وزيلينسكي وترامب، مع احتمال تخفيف العقوبات الأميركية على موسكو.