نشرت صحيفة دايلي صباح التركية مقالًا تحليليًا بعنوان "خسارة إسرائيل الحرب الجارية حتمية"، بقلم البروفيسور محي الدين أتامان، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية، يرى فيه أن إسرائيل تعيش ورطة استراتيجية عميقة لا يمكن الخروج منها منتصرة، بغض النظر عن أي مكاسب ميدانية قد تحاول تحقيقها.
أوضح أتامان أن إسرائيل، رغم الدعم العسكري والاستخباراتي الضخم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، لم تتمكن من تحقيق هدفها الأساسي المتمثل في القضاء على حركة حماس.
وأضاف أن هجوم حماس في 7 أكتوبر كشف هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية، فيما أدى الرد العسكري الإسرائيلي العنيف إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين وتدمير واسع في غزة، مما وضعها في مأزق سياسي وأخلاقي.
أشار المقال إلى أن سياسة العنف المفرط التي اتبعتها إسرائيل قوبلت بإدانات دولية متزايدة، حتى من داخل الدول الحليفة، نتيجة انتشار صور وفيديوهات المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين.
هذا التحول في الرأي العام العالمي وضع الحكومات الغربية في موقف حرج، بين دعمها التقليدي لإسرائيل وضغوط شعوبها المطالبة بوقف ما يصفه الكاتب بـ"الإبادة الجماعية".
يرى أتامان أن إسرائيل لم تخسر على الأرض فقط، بل خسرت في "حرب الروايات"، حيث تآكلت مصداقية روايتها التي سادت لعقود في الغرب.
وأشار إلى أن المظاهرات الحاشدة في المدن الغربية تعكس رفضًا متزايدًا لهذه الرواية، بينما تتعرض الحكومات المؤيدة لإسرائيل لانتقادات بوصفها "تابعة للوبيات الصهيونية".
استشهد الكاتب بمثل تركي قديم يقول: "الرمح لم يعد له متسع في كيس صغير"، في إشارة إلى استحالة إخفاء الحقيقة.
وأكد أن الصدمات النفسية بين الجنود الإسرائيليين وارتفاع معدلات الانتحار داخل الجيش دليل على فقدان الثقة الداخلي.
ويختم أتامان بأن الضمير العالمي الرافض لتجويع الفلسطينيين وقتل الأطفال سيفرض كلمته في النهاية، وأن كل من تورط في هذه الجرائم سيُحاسب عاجلًا أم آجلًا، ما يجعل هزيمة إسرائيل مسألة وقت لا أكثر.
