أخبار عاجلة

صيف 2025 يكسر حاجز الـ 39،500 ميجاوات.. مصر تسجل أعلى استهلاك للكهرباء في تاريخها.. و"عصمت" يعلن التحدي: التيار لن ينقطع مهما ارتفعت الحرارة

صيف 2025 يكسر حاجز الـ 39،500 ميجاوات.. مصر تسجل أعلى استهلاك للكهرباء في تاريخها.. و"عصمت" يعلن التحدي: التيار لن ينقطع مهما ارتفعت الحرارة
صيف 2025 يكسر حاجز الـ 39،500 ميجاوات.. مصر تسجل أعلى استهلاك للكهرباء في تاريخها.. و"عصمت" يعلن التحدي: التيار لن ينقطع مهما ارتفعت الحرارة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يكن صيف 2025 مجرد فصل من فصول العام، بل كان ساحة اختبار كبرى لقدرة مصر على إدارة أحد أعنف مواسم الاستهلاك الكهربائي في تاريخها فمع بداية يوليو، لم ترحم الشمس الأرض بحرارتها، ولم تمنح الشبكة القومية للكهرباء أي فرصة لالتقاط الأنفاس. قفزت المؤشرات إلى أرقام لم يسبق تسجيلها، وواجهت المنظومة تحديًا مزدوجًا: حرارة مناخية قاسية وضغط استهلاكي قياسي، بينما كان الرهان واضحًا — التيار لن ينقطع، مهما بلغت الأحمال.

منذ اليوم الأول، رفعت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة حالة الاستعداد القصوى، ودفعت بفرق الدعم الفني والطوارئ إلى جميع مواقع العمل، وأبقت قياداتها على الأرض وبين الفرق الميدانية، في معركة يومية ضد أرقام تتخطى الحدود المعتادة، وإرادة واضحة في الحفاظ على استقرار الشبكة بلا أي تخفيف للأحمال.

الأحمال الكهربائية تكسر كل الأرقام

منذ بداية شهر يوليو، ومع اشتداد حرارة الصيف على غير المعتاد، بدأت الشبكة القومية للكهرباء في مواجهة أعنف اختبار لقدراتها منذ إنشائها. ومع كل يوم جديد، كانت أرقام المركز القومي للتحكم في الطاقة تسجل قفزات غير مسبوقة في معدلات الأحمال والاستهلاك، بينما كانت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة ترفع حالة الاستعداد القصوى على مستوى الجمهورية، وتكثف فرق الدعم الفني والطوارئ، وتعلن بوضوح أن لا مجال لتخفيف الأحمال مهما بلغت درجات الحرارة.

المشهد في البداية كان مقلقًا

مع أولى أيام يوليو، ارتفعت الأحمال الكهربائية بمعدل نصف جيجاوات يوميًا، حتى وصلت إلى أرقام لم تسجل في مثل هذا التوقيت من قبل، حيث تخطى الحمل الأقصى حاجز الـ 37،600 ميجاوات. لكن بدلًا من تراجع الاستهلاك مع مرور الأيام، واصل المؤشر الصعود بوتيرة متسارعة، حتى بلغ في إحدى المرات 38،000 ميجاوات، وهو الرقم الذي كان العام الماضي يمثل الذروة القصوى في يوم واحد فقط.

لكن صيف 2025 لم يكن صيفًا عاديًا، فقد تكررت الأرقام القياسية عدة مرات، بل وتجاوزتها الشبكة لتسجل 38،800 ميجاوات بزيادة 800 ميجاوات في يوم واحد، وهو ما وصفته تقارير المركز القومي للتحكم بأنه "أعلى معدل زيادة يومية في تاريخ الشبكة".

أغسطس.. كسر الحواجز

مع دخول أغسطس، قفزت الأحمال إلى مستويات غير مسبوقة، حتى تجاوزت حاجز الـ 39،400 ميجاوات، ثم ارتفعت مرة أخرى لتبلغ 39،500 ميجاوات، وهو أعلى حمل وأقصى استهلاك في تاريخ الشبكة القومية للكهرباء، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 38،000 ميجاوات بفارق ضخم.

استراتيجية محكمة لإدارة الأزمة

وزارة الكهرباء لم تعتمد على الحظ  بل دخلت موسم الصيف بخطة متكاملة تمتد من محطات الإنتاج إلى غرف التحكم، تشمل:

1. إتمام برامج الصيانة الشاملة للوحدات والمحطات قبل بداية الصيف وفق الأكواد العالمية.

2. تأهيل الشبكة الموحدة لتوزيع الأحمال بكفاءة، وضمان مرونتها في مواجهة الزيادات المفاجئة.

3. انتشار ميداني واسع للفرق الفنية على مدار الساعة للتدخل السريع في أي موقع، مدعومة بأطقم السلامة والصحة المهنية.

4. تعزيز التواصل مع المواطنين عبر منظومة الشكاوى الموحدة وخدمات الطوارئ، مع تسجيل زمن الاستجابة لكل بلاغ.

وزير الكهرباء: إنجاز جماعي غير مسبوق

أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن ما تحقق هذا الصيف هو "إنجاز جماعي غير مسبوق لجميع العاملين في المنظومة الكهربائية"، مشيرًا إلى أن درجة الاستعداد القصوى تم رفعها على مستوى الجمهورية، وأن جميع قيادات الشركات متواجدون ميدانيًا على رأس مواقع العمل، مع متابعة الشبكة لحظة بلحظة من خلال المركز القومي للتحكم، وعدم السماح بانقطاع التيار مهما بلغت درجات الحرارة.

وأوضح أن الخطة العاجلة التي تم تنفيذها على مدار العام الماضي لتحسين معدلات الأداء، ورفع كفاءة التشغيل، وتطبيق برامج الصيانة طبقًا للأكواد العالمية، أثبتت فعاليتها في مواجهة موجات الحرارة المرتفعة، وتمكين الشبكة من استيعاب الزيادات القياسية في الأحمال.

وأشار الوزير إلى أن النجاح الذي تحقق هو ثمرة تكاتف جميع عناصر المنظومة، من مهندسين وفنيين وإداريين، يعملون في ظروف مناخية صعبة لضمان استمرار التيار الكهربائي لكل بيت ومصنع ومنشأة في مصر.

وشدد على أن التواجد الميداني لرؤساء الشركات ومسؤولي التشغيل والصيانة ضرورة لضمان سرعة التعامل مع أي طارئ، لافتًا إلى أن المنظومة تعمل وفق معايير الجودة العالمية، وأن أمن واستقرار الشبكة القومية خط أحمر.

وأضاف أن الوزارة تولي أهمية قصوى للتواصل المباشر مع المواطنين، والاستجابة الفورية للشكاوى، والتحقق من إزالتها في أسرع وقت، مع الالتزام الكامل بمعايير الجودة في تقديم الخدمة، مؤكدًا أن متابعة الشبكة على كافة الجهود تتم لحظة بلحظة من خلال فرق المرور والتفتيش.

وختم عصمت تصريحاته بالتأكيد على أن كل زيادة في الأحمال كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة المنظومة، "واجتزناه بكفاءة عالية دون انقطاع".

أرقام تكشف حجم التحدي

في يوليو: قفز الحمل الأقصى من 37،600 ميجاوات إلى 38،800 ميجاوات في غضون أيام.

في أغسطس: سجلت الشبكة لأول مرة في تاريخها 39،500 ميجاوات.

معدل الزيادة اليومية في بعض الفترات تجاوز 800 ميجاوات، وهو معدل قياسي لم يحدث من قبل.


البنية التحتية تحت الاختبار

هذه الأرقام القياسية لم تكن اختبارًا فقط لقدرة محطات التوليد، بل أيضًا لشبكات النقل والتوزيع التي تحملت الضغط الهائل دون انهيار أو اضطراب في التغذية تقارير المركز القومي للتحكم أوضحت أن استقرار الجهود على جميع مستويات الشبكة كان نتيجة مباشرة للاستثمار المستمر في تحديث المحطات وخطوط الربط، وتطوير أنظمة التحكم والمراقبة.

المواطنون شركاء في النجاح

الوزارة وجهت رسالة للمواطنين تشكرهم فيها على التعاون وترشيد الاستهلاك في فترات الذروة، مؤكدة أن الوعي المجتمعي يلعب دورًا مهمًا في استقرار الشبكة، وأن النجاح في عبور صيف 2025 هو نجاح مشترك بين الحكومة والمواطن.

التحدي المناخي والتقني

ارتفاع الأحمال بهذا الشكل لم يختبر فقط قدرة المحطات على توليد الطاقة، بل وضع منظومة النقل والتوزيع أمام تحدٍ حقيقي، حيث يتعين نقل هذه الكميات الضخمة من الطاقة بكفاءة وأمان عبر خطوط جهد عالٍ تغطي جميع أنحاء الجمهورية.
الأمر لم يكن مجرد تشغيل محطات، بل تنسيق دقيق بين جميع القطاعات لضمان التوزيع العادل للطاقة، وتجنب أي اختناقات في الشبكة.

دور العنصر البشري

على الرغم من التقدم التكنولوجي وأنظمة المراقبة الذكية، فإن العنصر البشري ظل هو حجر الأساس في إدارة هذه الأزمة. آلاف المهندسين والفنيين والإداريين انتشروا في الميدان، تحت شمس حارقة ودرجات حرارة قياسية، لضمان استمرار الخدمة بلا انقطاع.

خاتمة

مع استمرار موجات الحرارة وزيادة معدلات الاستهلاك، تبقى الشبكة القومية للكهرباء في حالة جاهزية قصوى، وتظل قصة صيف 2025 شاهدًا على أن الاستثمار في البنية التحتية والتخطيط الدقيق يمكن أن يحوّل التحديات إلى إنجازات تُسجل في تاريخ الوطن. وبينما تتواصل المتابعة على مدار الساعة، يبقى الوعد الذي قطعه وزير الكهرباء واضحًا: "لن نسمح بانقطاع التيار مهما بلغت درجات الحرارة".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الذهب يتراجع مع تهدئة التوترات.. هدنة الرسوم ...
التالى أميرة سليم تصطحب جمهورها في رحلة إلى قلب القاهرة الخديوية وحلقة جديدة من "أوبرا ريمكس"