أنجز خبراء الترميم في بريطانيا مؤخرًا عملية دقيقة لإعادة الحياة إلى قبعة رومانية نادرة تعود إلى نحو ألفي عام، كانت جزءًا من زي جندي روماني خدم في مصر بعد وفاة كليوباترا السابعة عام 30 قبل الميلاد. القطعة، التي تُعد واحدة من ثلاث قبعات فقط باقية من تلك الحقبة، تُعرض الآن لأول مرة أمام الجمهور في متحف بولتون بعد أن كانت مهملة لأكثر من قرن.
ظلت القبعة مسطحة ومتهالكة بفعل العثة داخل صندوق متحفي منذ وصولها إلى بولتون عام 1911، حين تبرع بها عالم الآثار البارز السير وليام ماثيو فليندرز بيتري، المعروف بريادته في تطوير أساليب التنقيب العلمي. ورغم قيمتها التاريخية، أبعدتها حالتها السيئة عن أعين الزوار لعقود طويلة، حتى قرر المتحف تنفيذ مشروع ترميم شامل بتمويل من شركة محلية.
تولت خبيرة الترميم جاكي هايمان المهمة، ووصفت القبعة عند استلامها بأنها "مجرد شكل مسطح وهش". استعانت هايمان بنسيج مشابه مصبوغ يدويًا لدعم الأجزاء التالفة، وأعادت تشكيلها بعناية لتستعيد ملامحها الأصلية، محولةً قطعة منسية إلى أثر نابض بالحياة.
يرى مؤرخو متحف بولتون أن القبعة تقدم لمحة نادرة عن حياة الجنود الرومان في مصر، الذين واجهوا ظروفًا مناخية قاسية تتطلب حماية من الشمس والعواصف الرملية، تمامًا كما تتطلب المعارك دروعًا. القبعة المصنوعة من الصوف كانت تفي بهذا الغرض العملي، إلى جانب كونها جزءًا من الزي الرسمي.
تعرض القبعة حاليًا عند مدخل قاعة الآثار المصرية بالمتحف حتى سبتمبر 2025، لتروي حكاية قطعة نجت من رمال الصحراء وسقوط الإمبراطوريات، وقضت أكثر من مئة عام في الظل قبل أن تستعيد مكانتها في الذاكرة التاريخية.ء.