تحل علينا ذكرى رحيل سمير الإسكندراني، الذي حصل على لقب “ثعلب المخابرات المصرية”، حاز على هذا اللقب نتيجة دوره مع المخابرات المصرية في خداع جهاز الموساد الإسرائيلي، يعد الفنان الراحل سمير الإسكندراني واحدا من أهم الفنانين حيث تميز بصوته الشرقي الدافئ وقدم على مدار تاريخه الفني عددا من الاعمال الغنائية التي تنتمي إلى فئة الأغاني الوطنية والشعبية التي حفرت مكانتها في وجدان الجمهور.
سمير الإسكندراني يروي قصته مع الموساد الإسرائيلي
روى الفنان الراحل سمير الإسكندراني قصة تفكيك 6 شبكات تجسس إسرائيلية وإقالة رئيس المخابرات الاسرائيلي، خلال لقاء تليفزيوني سابق له، وقال: “أنا أساسا بحب أقرأ قصص المغامرات وقصص أجاثا كريستي، وكنت مرتبطا بمنظمة الشباب ومرتبطا بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكاريزما الزعيم المصرى، وكنت في إيطاليا كنت بدرس أدب إيطالى وفنون جميلة، وكنا بنتعلم اللغة في قصر فيكتور إيمانويل، آخر حكام وملوك إيطاليا”.
وأضاف سمير الإسكندراني: “حصلت على منحة من الحكومة الإيطالية أكثر من مرة عشان طلعت الأول على المجموعة اللي معايا وكنت بغنى في حفلات الجاليات المختلفة، وفى نفس الوقت كنت بعمل ديكور يعني لو في حفلة لفنزويلا بشوف الكتيب وأعمل بالورق المزخرف حاجات تمثل البلد، وفى حفلة منهم جاني حد أكبر مني بـ 10 أو 15 سنة دخل عليا بمودة شديدة وبيكلمنى بالعربي وبيقول لي (تقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها) عشان يثبت لى إنه مصري ابن بلد”.
وتابع سمير الإسكندراني: “«بدأنا نتصادق ونكون قريبين أوي من بعض ونسهر ونتعشى سوا، وإحنا وقتها كنا بناخد 50 جنيه في الشهر من الحكومة اللي هي المنحة كطالب وتكاليف السهرة كانت بتتكلف 300 جنيه، فسألته: إزاي معاك كل الفلوس دي؟ فقال لي أنا بشتغل في تجارة الأسلحة، لغاية لما بنت صديقتنا قالت إن سليم عنده باسبور أمريكي”.
وأردف: “ودى طبعا في سنة 1960 حاجة مصيبة، فبدأت أشك واتكلمت معاه وقالي لو عاوز تعيش في إيطاليا وفي مستوى كويس هخليك تقابل راجل مهم صاحب بيزنس وأضمن لك تعيش وتكمل حياتك في إيطاليا على طول، وبعد شهر الراجل ده قابلني وقال لي إنه ألماني، وسألني إيه رأيك في حكومة جمال عبدالناصر، فقلت ديكتاتورية وقلت له كده عشان هو عاوز يسمع ده، ورد قال لى ميولك طيبة وإحنا عاوزين ناخد فلوس الناس اللى أممتها مصر وإنت مش هتقدر تساعدنا في حاجة زي دي عشان سنك صغير وهحاول أشغلك شغلانة تانية”.
وأوضح سمير الإسكندراني: “المهم أقنعته وبقيت كل يوم بقابله، وطلب مني الباسبور بعد ما عرفني طبعا إنه عاوزني أجمع معلومات عن مصر وإني أتطوع في الجيش، ومثلت إني موافق طبعا، وهو كان أخبرني إنه تبع منظمة البحر الأبيض المتوسط لمحاربة الشيوعية”.
واستكمل الإسكندراني حديثه قائلا: “بدأ يعلمني الحبر السري والشفرة وبعض وسائل التخابر، وأنا عاجبني الإثارة اللي في الموضوع، وخلوني رجعت مصر وحاولت أقابل الرئيس جمال عبدالناصر ورحت قصر عابدين وقصر القبة ولكن كانوا بيتعاملوا معايا على أساس إني عيل صغير، لغاية في يوم جه واحد لوالدي يشتري منه موبيليا وكان لازم يكتب اسم الشخص وشغلته عشان الضرايب ولما ساله قال له إنه في المخابرات، وبقى في صلة بيننا فحكى له على الموضوع وفعلا خلاني قابلت الرئيس جمال عبدالناصر”.
وأختتم سمير الإسكندراني حديثه قائلا: “بمجرد رؤيتي شعرت بأنه والدي وحاولت تقبيل يده ولكنه رفض، وطلب مني التعامل مع صلاح نصر كأنه أنا بالضبط، وجهاز المخابرات المصري بدأ يعلمني إجراءات وأشياء مكانش الموساد بيعلمهالي جعلتني بالفعل نجحت في تفكيك 6 شبكات تجسس إسرائيلية وإقالة رئيس المخابرات الإسرائيلي".