أخبار عاجلة
عاجل.. وفاة القارئ الشاب الشيخ محمد رضا الطنطاوي -

اضطراب الاكتناز.. عادات تدمر منزلك دون أن تشعر

اضطراب الاكتناز.. عادات تدمر منزلك دون أن تشعر
اضطراب الاكتناز.. عادات تدمر منزلك دون أن تشعر

يُعد اضطراب الاكتناز (Hoarding Disorder) أحد الاضطرابات النفسية التي يُعاني فيها الشخص من صعوبة شديدة في التخلص من المقتنيات أو التخلي عنها، سواء كانت ذات قيمة أو لا. ينشأ هذا السلوك من اعتقاد داخلي بالحاجة المستمرة للاحتفاظ بكل شيء، ما يجعل مجرد التفكير في التخلص من أي غرض أمرًا يسبب القلق والتوتر والانزعاج.

يتسبب هذا الاضطراب في تراكم الأغراض داخل المنزل بشكل مبالغ فيه، بحيث يصبح من الصعب السير بحرية أو استخدام الغرف لأغراضها الأساسية، مثل الطهي في المطبخ أو النوم في غرفة النوم.

كيف يؤثر الاكتناز على نمط الحياة؟

مع مرور الوقت، يبدأ الشخص المصاب في ملء كل المساحات المتاحة بالأشياء المتراكمة، بما في ذلك الطاولات، الأحواض، المكاتب، وحتى السلالم. وحين لا يتبقى أي مكان داخل المنزل، تمتد الفوضى إلى أماكن مثل المرآب، الشرفات، السيارات، أو الأقبية.

وتتفاوت شدة هذا الاضطراب من حالة لأخرى؛ فبعض الأشخاص يعانون من درجات طفيفة لا تؤثر كثيرًا على حياتهم، في حين يصل الأمر لدى البعض الآخر إلى درجة تعطيل حياتهم اليومية بالكامل.

لماذا يصعب على المصاب التخلص من الأشياء؟

يرتبط اضطراب الاكتناز غالبًا بعدة دوافع نفسية، من بينها:

الاعتقاد بأن الأغراض قد تكون مفيدة لاحقًا.

الارتباط العاطفي بها، كونها تذكر الشخص بلحظات معينة أو بأشخاص عزيزين.

الشعور بالراحة والأمان وسط هذه المقتنيات.

الخوف من التبذير أو إهدار الأشياء، حتى إن لم تعد صالحة للاستخدام.

الفرق بين الاكتناز وهواية الجمع

من المهم التمييز بين الاكتناز المرضي وهواية جمع الأشياء. فهواة الجمع غالبًا ما:

ينتقون مقتنياتهم بعناية.

ينظمونها ويعرضونها بشكل مرتب.

يشعرون بالسعادة لا بالعبء تجاهها.

أما في الاكتناز، فالتراكم يكون عشوائيًا، غير منظم، يسبب التوتر، ويُعرقل أداء المهام اليومية.

متى يبدأ الاكتناز؟ وكيف يتطور؟

تبدأ أعراض الاكتناز غالبًا من سن المراهقة وحتى بداية العشرينات، وتستمر بالتفاقم مع التقدم في العمر. وعادة ما تتطور الأعراض بشكل تدريجي، إلى أن تتحول إلى نمط حياة وسلوك راسخ يصعب تغييره.

بحلول منتصف العمر، تكون البيئة المعيشية قد تحوّلت في بعض الحالات إلى بيئة غير صالحة للحياة الطبيعية، وقد تبدأ مشاكل اجتماعية وعاطفية في الظهور نتيجة العزلة والرفض المتكرر لتدخل الآخرين.

أعراض اضطراب الاكتناز الشائعة

من الأعراض والعلامات التي قد تشير إلى الإصابة باضطراب الاكتناز:

اقتناء كميات كبيرة من الأشياء دون استخدام واضح.

عدم القدرة على التخلص من أي غرض مهما كانت قيمته ضئيلة.

انزعاج شديد عند التفكير في التخلّص من الأغراض.

الفوضى في جميع غرف المنزل وصعوبة استخدامها.

التأجيل الدائم للقرارات والميل للكمالية.

مشاكل في التخطيط، التنظيم، وفقدان السيطرة.

نتائج الاكتناز على الحياة اليومية

تؤدي هذه الأعراض إلى عدة نتائج خطيرة على المدى الطويل، منها:

تكدّس أكوام من الصحف، الكتب، الملابس، أو الأغراض المكسورة.

صعوبة في التنقل داخل المنزل بسبب ضيق المساحات.

تلوث المنزل نتيجة تراكم المهملات أو الطعام الفاسد.

مشكلات عائلية، صراعات مع من يحاولون المساعدة.

تدهور العلاقات الاجتماعية، والانطواء.

فقدان الأغراض المهمة وسط الفوضى.

ضعف في الأداء الوظيفي، وإهمال الصحة الشخصية.

نوع خاص من الاكتناز: اكتناز الحيوانات

يُعد اكتناز الحيوانات أحد أشكال هذا الاضطراب، حيث يقوم الشخص باقتناء عشرات أو مئات الحيوانات الأليفة دون القدرة على توفير الرعاية المناسبة لها. غالبًا ما يُحتفظ بهذه الحيوانات داخل المنزل في ظروف غير صحية، ما يهدد سلامة الإنسان والحيوان على حد سواء.

متى يجب زيارة الطبيب؟

من المهم التحرك مبكرًا إذا ظهرت أعراض هذا الاضطراب على نفسك أو على أحد أفراد أسرتك. فالتأخير في طلب المساعدة قد يؤدي إلى تفاقم الحالة وصعوبة العلاج لاحقًا.

وينصح بمراجعة طبيب نفسي أو أخصائي صحة عقلية لديه خبرة في اضطراب الاكتناز. وفي الحالات الشديدة التي تهدد السلامة أو الصحة العامة، يجب اللجوء إلى الجهات الرسمية كالصحة العامة، الحماية المدنية، أو الجهات المعنية برعاية الحيوان.

ما أسباب اضطراب الاكتناز؟

حتى الآن، لم يتم تحديد سبب واحد واضح لهذا الاضطراب، لكن الدراسات تشير إلى عدة عوامل قد تكون مرتبطة به، من بينها:

العوامل الوراثية.

اختلالات في وظائف الدماغ المرتبطة بالقرارات والتنظيم.

الضغوط الحياتية الكبرى، مثل وفاة أحد الأحباب، الطلاق، أو فقدان المنزل.

من الأكثر عرضة للإصابة؟ (عوامل الخطر)

هناك عدد من العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة باضطراب الاكتناز، منها:

السمات الشخصية مثل صعوبة اتخاذ القرار، مشاكل في التركيز، وضعف مهارات التنظيم.

وجود تاريخ عائلي للإصابة بالاكتناز.

المرور بحدث صادم أو فقدان مفاجئ.

العمر، حيث تكون الحالة أكثر شيوعًا بين كبار السن.

المضاعفات المحتملة

قد يؤدي اضطراب الاكتناز إلى مجموعة من المضاعفات الخطيرة، منها:

الإصابات الجسدية بسبب السقوط أو التعثر.

المخاطر الصحية نتيجة التلوث وسوء النظافة.

الحرائق الناتجة عن التكدس.

العزلة والاكتئاب ومشكلات الصحة النفسية.

المشاكل القانونية، مثل الطرد من السكن أو انتهاك قوانين الصحة العامة.

هل يمكن الوقاية؟

لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية، لكن التدخل المبكر عند ظهور العلامات الأولى يساعد كثيرًا في الحد من تطور الاضطراب. ويمكن للعلاج النفسي المتخصص أن يُحدث تغييرًا جوهريًا في حياة المصاب.

العلاج: طريق نحو التعافي

يعتبر العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من أكثر الطرق فعالية لعلاج اضطراب الاكتناز، حيث يساعد على:

تغيير أنماط التفكير الخاطئة المتعلقة بالممتلكات.

تطوير مهارات التنظيم واتخاذ القرار.

التدريب على التخلص التدريجي من الفوضى.

في بعض الحالات، يُستخدم العلاج الدوائي بالتزامن، خصوصًا إذا كان الاكتناز مصحوبًا بالاكتئاب أو اضطرابات القلق.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق فعاليات توعوية للثقافة بالخارجة حول التغيرات المناخية وتأثيرها على البيئة والاقتصاد| صور
التالى الرئيس السيسي يبحث خطة الأمن المائي لمصر 2050