في بيان دولي مشترك صدر اليوم الثلاثاء من لندن، أعرب وزراء خارجية 27 دولة كبرى، إلى جانب مسؤولين رفيعي المستوى في الاتحاد الأوروبي، عن تقديرهم البالغ للجهود التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة في السعي نحو التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل في قطاع غزة، مؤكدين أن هذه المساعي تمثل خطوة جوهرية لتهيئة بيئة ملائمة لاستئناف المفاوضات وتحقيق تسوية سلمية دائمة.
وأوضح البيان أن الجهود المصرية-القطرية-الأمريكية أسهمت في تقليص فجوة الخلافات بين الأطراف المتصارعة، ووفرت إطارًا عمليًا لإطلاق حوار مباشر يراعي الاعتبارات الإنسانية والأمنية في آن واحد، محذرًا من أن استمرار التصعيد يهدد بمفاقمة الكارثة الإنسانية التي يواجهها سكان القطاع، حيث تتدهور الأوضاع المعيشية على نحو متسارع مع النقص الحاد في الغذاء والمياه والكهرباء والخدمات الطبية.
ودعا الموقعون على البيان جميع الأطراف إلى الالتزام بالهدوء وضبط النفس، والامتناع عن أي إجراءات أو استفزازات قد تؤدي إلى انهيار مسار التهدئة، مشددين على ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة ودائمة لضمان وصول المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة دون عوائق.
كما أشار البيان إلى أن نجاح جهود الوساطة الحالية يعتمد على الإرادة السياسية الصادقة من كافة الأطراف، وتوفير ضمانات دولية لتنفيذ الاتفاقات التي يتم التوصل إليها، مع التأكيد على أن أي حل مستدام يجب أن يستند إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام.
واختتم وزراء الخارجية والمسؤولون الأوروبيون تأكيدهم على استعدادهم لدعم أي اتفاق يتم التوصل إليه سياسيًا وماليًا، والمشاركة في جهود إعادة إعمار غزة فور توقف العمليات العسكرية، مشيرين إلى أن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا من خلال معالجة جذور الصراع وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
