كشفت سكاي نيوز عن لقطات من كاميرات المراقبة توثق جريمة قتل مروعة في المستشفى الرئيسي بمدينة السويداء جنوب سوريا، حيث أطلق رجال يرتدون زيًا عسكريًا النار من مسافة قريبة على متطوع طبي كان يرتدي الزي الطبي، قبل تحطيم إحدى الكاميرات بعقب بندقية.
ووقعت الحادثة في 16 يوليو، وسط أسبوع من الاشتباكات العنيفة التي شهدتها المدينة ذات الغالبية الدرزية.
تصاعد التوترات الطائفية
تزامن الهجوم مع صراع طائفي بين دروز المدينة والقبائل العربية البدوية، وسط اتهامات محلية بمشاركة عناصر من "الجيش السوري الجديد" وقوات الشرطة في الفظائع، رغم تكليفهم بتهدئة الأوضاع.
وشهدت المدينة لاحقًا تدخلًا للطيران الإسرائيلي بدعوى حماية الدروز، ما أجبر القوات الحكومية على الانسحاب وإقامة نقاط تفتيش حول السويداء.
شهادات صادمة
روت ممرضة كانت في المستشفى أن المسلحين هددوا العاملين بالقتل إذا تحدثوا أو نشروا أي لقطات، قائلة: "ظننت أنني سأموت".
وقال الطبيب عبيدة أبو فاخر، الذي كان في غرفة العمليات أثناء الهجوم، إن المهاجمين من الجيش السوري الجديد وشرطة الداخلية، واصفًا إياهم بـ"الإرهابيين".
كما حمّل الناجي مصطفى صحناوي، وهو أمريكي من نيوجيرسي، الحكومة السورية مسؤولية إرسال هذه القوات.
أدانت وزارة الداخلية السورية الحادثة وتعهدت بفتح تحقيق شامل، لكن الواقعة أثارت تساؤلات حول قدرة الحكومة الجديدة برئاسة أحمد الشعار على ضبط قواتها وفرض الأمن في مناطق النزاع الطائفي.
ومن المتوقع أن تطرح هذه القضية في كلمة الرئيس السوري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، باعتبارها مثالًا على التحديات الأمنية والإنسانية في مرحلة ما بعد الأسد.
بعد أسبوع من الاشتباكات، عُثر على أكثر من 90 جثة في محيط المستشفى، في مشهد عمّق جراح المجتمع المحلي وأثار مخاوف من انهيار فرص الاستقرار.
ودعا ناشطون ومنظمات إنسانية إلى ضرورة حماية الطواقم الطبية والمرافق الصحية في مناطق النزاع، باعتبارها خط الدفاع الأخير عن حياة المدنيين.
