بيتكوين تتراجع من مستوياتها القياسية ترقبًا لبيانات التضخم الأمريكية

تراجعت أسعار العملات الرقمية في تعاملات اليوم الثلاثاء، مع تخلي عملة "بيتكوين" عن مستوياتها القياسية التي سجلتها خلال جلسة أمس، وسط حالة من الترقب الحذر في الأسواق لصدور بيانات التضخم الأمريكية المنتظرة خلال الساعات المقبلة، والتي من المرجح أن يكون لها تأثير مباشر على قرارات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.

وسجلت "بيتكوين" انخفاضًا ملحوظًا بعد أن تجاوزت في الجلسة السابقة مستويات تاريخية، مدفوعة بموجة شراء قوية من قبل المستثمرين، قبل أن يتجه المتداولون اليوم نحو جني الأرباح وتبني مراكز دفاعية تحسبًا لأي تقلبات محتملة في السوق. كما شهدت العملات الرقمية الأخرى، مثل "إيثريوم" و"سولانا"، تراجعات متفاوتة تأثرت بموجة التصحيح.

ويرى محللون أن تراجع أسعار "بيتكوين" يأتي في إطار تحركات طبيعية بعد القفزات القياسية التي حققتها مؤخرًا، خاصة في ظل الأجواء الضبابية بشأن اتجاهات التضخم في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تحدد بيانات التضخم، المزمع صدورها لاحقًا، ملامح السياسة النقدية المقبلة، بما في ذلك احتمالات رفع أسعار الفائدة أو تثبيتها، وهو ما ينعكس مباشرة على شهية المخاطرة في الأسواق.

وأوضح الخبراء أن الارتفاعات القوية لأسعار "بيتكوين" في الفترة الماضية ارتبطت بتزايد تدفقات الاستثمارات المؤسسية وإطلاق صناديق مؤشرات جديدة للعملات الرقمية، إضافة إلى التحسن النسبي في مزاج المستثمرين العالميين، لكن هذه المكاسب تبقى عرضة للتراجع في حال صدور بيانات اقتصادية سلبية أو قرارات نقدية متشددة.

وأشار المحللون إلى أن سوق العملات الرقمية بات أكثر حساسية للتطورات الاقتصادية الكبرى، خاصة تلك المتعلقة بالاقتصاد الأمريكي، حيث يعتبر الدولار والفائدة عاملين رئيسيين في تحديد اتجاهات السيولة العالمية. كما أن أي إشارات على تباطؤ التضخم قد تمنح "بيتكوين" فرصة جديدة لاستعادة مكاسبها، بينما قد تدفع أرقام التضخم المرتفعة المستثمرين إلى مزيد من الحذر.

ويؤكد متابعو السوق أن حركة "بيتكوين" الحالية تمثل اختبارًا لقوة الزخم الصاعد الذي سيطر على السوق في الأسابيع الماضية، وأن رد فعل المتداولين بعد صدور بيانات التضخم سيكون حاسمًا في تحديد مسار الأسعار خلال المدى القصير.