أبطال النصر يواجهون التشرد.. صرخة من قلب محاربين أكتوبر بسبب قانون الإيجار القديم

الإيجار القديم

أطلق بكر شريف، عضو جمعية المحاربين القدماء، صرخة من قلب كل بطل شارك في حرب أكتوبر المجيدة، معبرًا عن معاناة جيل قدم الغالي والنفيس في سبيل الوطن، ليجد نفسه اليوم أمام مواجهة جديدة مع قانون الإيجار القديم، الذي يهدد استقرارهم في خريف العمر.

تضحية لم تنل حقها من الوفاء

يستعيد "شريف" ذكريات شبابه حين كان في الخامسة والعشرين من عمره، يحمل السلاح دفاعًا عن الأرض والعرض يقول: "قدمنا حياتنا بلا تردد، ولم نطلب سوى التقدير والوفاء من وطن ضحينا من أجله"، لكن الواقع حمل له معركة أخرى بعد النصر، إذ اضطر، مثل كثير من زملائه، لبيع نصف فدان من أرضه لسداد ما يعرف بـ"خلو الشقة"، والذي بات اليوم يقدر بملايين الجنيهات، فقط ليظل في منزله.

الإيجار القديم

إصابتي وسامًا على صدري

وتابع: "لقد دافعت عن وطني الغالي بدمي، فكانت إصابتي في تلك الحرب وسامًا على صدري، أعتز به إلى الأبد لقد كنت أظن أن هذا الوطن الذي دافعت عنه في شبابي، سيُدافع عني في شيخوختي. ولكن، للأسف الشديد، فوجئت بقانون الإيجار القديم الذي يهدد بطردي من الأرض التي دافعت عنها بدمي، كيف يمكن أن يكون جزاء المدافع عن وطنه هو الطرد من بيته في سن الخامسة والسبعين؟ لقد تحملت في شبابي أعباء الحرب، والآن أجد نفسي أحارب من أجل حقي في العيش بكرامة في وطني. هذا القانون، الذي يحرم المحاربين القدماء من حقوقهم، هو خيبة أمل كبيرة لي ولزملائي الذين قدموا أغلى ما يملكون من أجل هذا الوطن.

الإيجار القديم

القانون منح المحاربين القدامى ومصابي الحرب مزايا مستحقة

ويقول "شريف" أن القانون رقم 52 لسنة 1978 منح المحاربين القدامى ومصابي الحرب مزايا مستحقة، من بينها:

تخفيضات على المواصلات العامة والرحلات الجوية.

تخفيض رسوم النوادي والمتاحف ودور العرض التابعة للدولة.

تخصيص أراضٍ للبناء بأقساط ميسرة على 30 عامًا.

خطابات توصية لتسهيل التعامل مع الجهات الحكومية.

إلا أن هذه الحقوق، التي وُعدوا بها، تصطدم اليوم بواقع يفرض عليهم الخروج من منازلهم بموجب قوانين لا تراعي تضحياتهم.

نداء أخير من ميادين الشرف

يختم جمعية المحاربين القدماء حديثه قائلًا: "محارب أكتوبر لا يجب أن يُهزم إلا في الميدان، لا على يد قانون في الداخل، والمطلوب ليس تفضيلًا، بل هو احترام وتقدير لمن كتبوا بدمائهم تاريخ هذه الأمة إنها دعوة للوقوف بجانب من أعطوا مصر كل شيء، وتوفير الأمان لهم في شيخوختهم، وإلا فإن صرخة هذا المحارب ستظل تتردد في الأذهان كذكرى مريرة لتضحية لم تنل حقها من الوفاء".