أخبار عاجلة

حرب الإبادة في غزة.. إلى أين بعد خطة إعادة احتلال القطاع؟

حرب الإبادة في غزة.. إلى أين بعد خطة إعادة احتلال القطاع؟
حرب الإبادة في غزة.. إلى أين بعد خطة إعادة احتلال القطاع؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تواصلت حرب الإبادة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، حتى اقتربت من إتمام عامها الثاني، منذ بدايتها بعد السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣.. وتطورت الأمور إلى ذروتها بقرار مجلس الوزراء الإسرائيلى المصغر "الكابينت" بإعادة احتلال قطاع غزة كاملاً، متحدياً بذلك العالم كله ومؤكداً ما هو مؤكد من طبيعة أشد الحكومات يمينية فى تاريخ البلاد.

  وبقيادة حكومة نتنياهو واليمين الصهيوني المدعوم بالسلاح والمال من حكومتي الولايات المتحدة الأمريكية في عهدين، عهد بايدن وعهد ترامب، قامت آلة الحرب الإسرائيلية بكل صنوف القتل والهدم والحصار والتجويع، حتى باتت هذه الحرب العدوانية هي النموذج الأسوأ لحروب التطهير العرقي عبر التاريخ.

وعلى الرغم من قرارات الإدانة الصادرة عن محكمة العدل الدولية ضد عدوان الدولة العبرية ضد الشعب الفلسطيني، وقرارات الاعتقال الصادرة ضد نتنياهو ووزير دفاع الكيان الصهيوني السابق    يوآف جالانت واتهامهما بارتكاب جرائم حرب، إلا أن العدوان الإسرائيلي استمر، وعلى الرغم من محاولات الوسطاء عبر المفاوضات وقف الحرب في صورة هدنة مؤقتة أو دائمة مقابل الإفراج عن الرهائن، وإدخال المساعدات الغذائية والعلاجية للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، إلا أن العدوان الصهيوني ما يزال يتواصل، حتى باتت الحرب العدوانية على غزة وكأنها لا نهاية لها، ولا هدف لها سوى هدم البيوت على سكانها، أو إرغامهم على التهجير القسري أو القتل والإبادة.

حرب إقليمية أوسع من غزة

لكن حرب نتنياهو العدوانية على غزة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، لم تقف بعدوانها عند غزة، وفقًا للهدف المعلن وهو القضاء على حماس وتحرير الرهائن، بل اتجهت بآلة الحرب العدوانية نحو الضفة الغربية وارتكبت المجازر ضد الشعب الفلسطيني في الضفة وخاصةً في چنين، وتوسعت باتجاهها نحو الشعب اللبناني بدعوى القضاء على حزب الله، واحتلت العديد من النقاط في الأراضي اللبنانية، وانتهزت فرصة سقوط الدولة الوطنية السورية، وتوسعت باحتلال جنوب الدولة السورية، واتجهت بصواريخها وطائراتها صوب الحديدة وصنعاء في اليمن، ثم توجهت بطائراتها صوب الدولة الإيرانية بحجة ضرب البرنامج النووي الإيراني.

لقد تمكنت حكومة نتنياهو اليمينية الإسرائيلية من التوسع بإشعال حرب إقليمية انطلاقًا من العدوان على غزة، وتمكنت من توسيع أهداف الحرب العدوانية على غزة، فلم تقف عند القضاء على حماس واستعادة الرهائن، بل توسعت نحو القضاء على حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن باعتبارهما مع حماس الأذرع المسلحة لإيران في المنطقة العربية، ولم تكن هذه الأهداف الإسرائيلية المعلنة سوى غطاء للهدف الأصلي الكبير الذي تم البدء في تنفيذه مع العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة، وهو إعادة رسم الخرائط السياسية وإعادة ترتيب الأوضاع الچيوسياسية وتمهيدها لبناء شرق أوسط جديد، تكون الدولة العبرية فيه هي الدولة الإقليمية المهيمنة، الحارسة للمصالح الأمريكية في المنطقة.

الشرق الأوسط الجديد

هذا الشرق الأوسط الجديد، وهو عنوان كتاب لشيمون بيريز، تكاد ملامحه تتضح على وقع نيران الحرائق التي أشعلتها الحرب الصهيونية الأمريكية على غزة، حيث تراجع دور إيران ومشروعها الإسلامي الفارسي بضرب حلفائها في فلسطين ولبنان واليمن، وتقدم دور تركيا بمشروعها التركي العثمانلي في سوريا، وبإسقاط الدولة الوطنية في سوريا، واقتسام الدولة السورية باحتلالها من تركيا في الشمال وإسرائيل في الجنوب، وتركها نهبًا لحرب الطوائف والمذاهب والأعراق المكونة للشعب السوري.

 وتكتمل صورة هذا الشرق الأوسط الجديد، بالوضع البائس فى دول عربية أخرى، حيث استمرار انقسام الدولة في ليبيا بين حكومات الشرق والغرب، وغياب الدولة الوطنية المركزية الموحدة في ليبيا، واستمرار الصراع المسلح بين الجيش الوطني السوداني بقيادة البرهان وميليشيات الدعم السريع بقيادة حميدتي، ووجود حكومتين وهجرة واسعة للشعب السوداني في دول الجوار، ولم يتبق من دول القلب الرئيسية سوى مصر والسعودية، والأردن والعراق ودول الخليح.

التهجير وتصفية القضية الفلسطينية

وتسعى الدولة الصهيونية باستمرار حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وتجويعه في غزة والضفة الغربية، بمساندة الولايات المتحدة الأمريكية، إلى استكمال عملية الضغط على الشعب الفلسطيني، ودفعة نحو التهجير القسري وتوطين المهاجرين في مصر والأردن.. والهدف من التهجير القسري أو الطوعي واضح، وهو تصفية القضية الفلسطينية، والقضاء على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته الوطنية المستقلة، وفي سبيل هذا الهدف تسعى الدولة الصهيونية إلى استمرار الحرب في غزة والضفة، وتسعى إلى توسيعها وتحويلها إلى حرب إقليمية، وتدفع سلاحها الجوي للعدوان على كل من سوريا ولبنان وأيران، وتتحرش بمصر بشتى الأدوات والوسائل للقبول بتهجير وتوطين أبناء غزة في سيناء، الأمر الذي دفع الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى رفض كل تلك الممارسات الإسرائيلية، وكانت لاءاته الثلاثة واضحة منذ اللحظة الأولى: لا للتهجير، لا للتوطين، لا لتصفية القضية الفلسطينية، وكان هذا الموقف المصري، مع صمود الشعب الفلسطيني في أرضه في الأساس، رغم القتل والإبادة بالرصاص  والتجويع، هو الموقف الصلب الذي أفشل المخطط الصهيوني الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية.

فى المقابل، قادت المجازر التي ارتكبتها حكومة نتنياهو واليمين الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وصموده الأسطوري، إلى صحوة عالمية لصالح القضية الفلسطينية، حتى ولو كانت من منطلق إنساني، فقد حدث أن تم إعادة فتح الأفق السياسي للقضية الفلسطينية، بعودة الدعوة لحل الدولتين، وهو ما يعني رفض التوجه الإسرائيلي الأمريكي لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية، أو تحويلها إلى مجرد قضية إنسانية هدفها إرسال المساعدات فقط، بل عودة الدعوة العربية والدولية إلى الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.   

*كاتب ومحلل سياسى

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تنسيق الثانوية الأزهرية 2025.. رابط تسجيل الرغبات عبر موقع التنسيق الإلكتروني
التالى نور الشريف.. أداء عبقرى خطف القلوب من السيدة زينب إلى قمة الفن العربي