شهدت أسواق السلع العالمية، اليوم الإثنين، ارتفاعًا حادًا في أسعار الكاكاو، حيث سجلت العقود الآجلة أكبر مكاسب لها منذ ديسمبر الماضي، مدفوعة بتزايد المخاوف بشأن ضعف المحاصيل في دول غرب إفريقيا، والتي تعد المنتج الرئيسي لهذه السلعة الحيوية.
ووفقًا لما أوردته وكالة "بلومبرج" للأنباء، فقد قفزت الأسعار في ظل تقارير عن ظروف مناخية جافة تؤثر على مناطق زراعة الكاكاو في ساحل العاج وغانا، أكبر دولتين منتجتين للكاكاو عالميًا. هذه الأوضاع الجوية القاسية، المصحوبة بنقص الأمطار، تهدد بإضعاف جودة وكميات الحبوب المخصصة للتصدير خلال الموسم المقبل.
وأضافت التقارير أن المزارعين في هذه الدول يواجهون تحديات متزايدة في الحفاظ على إنتاجية مزارعهم، حيث قد تتأثر دورة الإزهار والنمو سلبًا إذا استمرت موجات الجفاف، ما ينعكس على حجم المحصول النهائي. كما أن ضعف البنية التحتية الزراعية ونقص الاستثمارات في تقنيات الري الحديثة يزيدان من تفاقم الأزمة.
ويُذكر أن أسعار الكاكاو شهدت تقلبات حادة خلال العام الجاري، نتيجة تداخل عدة عوامل أبرزها التغيرات المناخية، وارتفاع تكاليف الإنتاج، واضطرابات سلاسل التوريد العالمية. إلا أن الارتفاع الحالي يأتي مدفوعًا أساسًا بالقلق من عجز المعروض المتوقع في الأسواق خلال الأشهر المقبلة.
في المقابل، أشار محللون اقتصاديون إلى أن استمرار هذه الاتجاهات قد يدفع شركات صناعة الشوكولاتة والحلويات إلى رفع أسعار منتجاتها عالميًا، ما قد يؤثر على الطلب في الأسواق الكبرى، خاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية. كما قد يؤدي الوضع إلى تحفيز بعض الدول المستهلكة للبحث عن مصادر بديلة أو الاستثمار في مشروعات لزراعة الكاكاو خارج مناطق الإنتاج التقليدية.
وتعد دول غرب إفريقيا مسؤولة عن نحو 70% من إنتاج الكاكاو العالمي، مما يجعل أي تغير في ظروف الإنتاج هناك ذا تأثير مباشر على السوق العالمية. ومع اقتراب موسم الحصاد، تزداد حالة الترقب والقلق لدى المتعاملين والمستوردين بشأن قدرة المنتجين على تلبية الطلب العالمي.
وفي ظل هذه المعطيات، يترقب المستثمرون والمستوردون بيانات الطقس المقبلة وتقارير المحاصيل من ساحل العاج وغانا، لتحديد اتجاهات الأسعار في المدى القصير، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار الجفاف إلى أزمة إمدادات أعمق.