حذر مسئولون في الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، من تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة، وسط استمرار الحصار ونقص الموارد الأساسية، مؤكدين أن المستشفيات هناك تعمل فوق طاقتها القصوى وتكتظ بالمرضى، في حين يواجه السكان، وخاصة الأطفال، خطر المجاعة الحاد.
وأوضح بيان صادر عن منسق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة أن المرافق الطبية في القطاع تكاد تنهار بسبب الضغط الهائل الناتج عن أعداد المصابين والمرضى، إضافة إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة يوميًا، ما يعطل تشغيل الأجهزة الطبية الحيوية مثل أجهزة التنفس الصناعي وحضّانات الأطفال الخدج.
وأشار البيان إلى أن أقسام الطوارئ بالمستشفيات تستقبل أعدادًا تفوق قدرتها الاستيعابية عدة مرات، حيث يضطر الأطباء لإجراء عمليات جراحية في ممرات المستشفيات أو على الأرض، وسط غياب شبه كامل للإمدادات الجراحية. كما أكد أن العديد من المرضى لا يجدون أسِرّة، ما يضطرهم للبقاء على الأرض أو العودة إلى منازلهم دون تلقي العلاج.
وفيما يخص الوضع الغذائي، أشار برنامج الغذاء العالمي إلى أن الأطفال في غزة يواجهون مستويات "حرجة" من سوء التغذية، مع ارتفاع معدلات الهزال الحاد بينهم إلى مستويات تنذر بالخطر، نتيجة نقص الغذاء وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية. وأضاف أن الأسر تلجأ إلى أساليب يائسة لتأمين الطعام، بما في ذلك تخفيف عدد الوجبات أو الاعتماد على أطعمة منخفضة القيمة الغذائية.
كما لفت البيان الأممي إلى أن المدنيين يضطرون للمخاطرة بحياتهم للوصول إلى نقاط توزيع الغذاء أو المياه، في ظل استمرار القصف وإغلاق المعابر، مشددًا على أن سبل النجاة من المجاعة "منعدمة" في الوقت الراهن إذا لم يتم فتح ممرات إنسانية آمنة وإدخال مساعدات عاجلة بشكل فوري ومنتظم.
ودعا المسؤولون الأمميون المجتمع الدولي إلى التحرك السريع للضغط على جميع الأطراف من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون عوائق، محذرين من أن أي تأخير إضافي سيؤدي إلى "كارثة إنسانية شاملة" قد يصعب احتواؤها على المدى القريب.