تحل اليوم الاثنين، ذكرى ميلاد المطربة نجاة الصغيرة، التي تعد أحد أشهر رموز الموسيقى العربية في القرن العشرين، خاصة في العصر الذهبي لفترة الخمسينات والسيتنات، لتحتل مكانة كبيرة في قلوب الجمهور بفضل موهبتها الغنائية.
أسرة دمشقية من أصل كردي
في الحادي عشر من أغسطس عام 1938، ولدت نجاة محمد كمال حسني البابا المعروفة بـ"نجاة الصغيرة" في محافظة القاهرة لأسرة دمشقية من أصل كردي، وكان والدها هو الخطاط الدمشقي محمد كمال حسني البابا، حيث تنتمي "نجاة" لجذورمصرية مثل والدتها.
بداية ظهورها
ظهرت نجاة الصغيرة في مقابلة تلفزيونية مسجلة في منتصف الستينات للتلفزيون المصري مع المذيعة سلوى حجازي، أقرت خلالها أن لها ثمانية أشقاء وشقيقات، لكن أشارت بعض وسائل الإعلام بضعف هذا العدد وكان من ضمن أخواتها الفنانة الشهيرة سعاد حسني، حيث أطلق على منزل والدها "بيت الفنانين"، فكان ولده عز الدين حسني ملحنا، وله الفضل الكبير في تدريس شقيقته "نجاة" الموسيقى والغناء ولديه ابنه الثاني عازف التيشلو ومصمم الجواهر والخطاط سامي حسني، وبالتأكيد لا ننسى ابنته سعاد حسني.
فيلم هدية
أشتهرت نجاة الصغيرة بالغناء في التجمعات العائلية في سن مبكرة، خاصة الخامسة من عمرها، حيث ظهرت في أول مشوارها الفني في فيلم "هدية" عام1947 في سن الثامنة، وكتب عنها الكاتب الصحفي فكري أباظة في بداية ظهورها قائلا: "إنها الصغيرة التي تحتاج إلى رعاية حتى يشتد عودها، وفي حاجة إلى عناية حتى تكبر، وهي محافظة على موهبتها، مبقية على نضارتها".
أغاني كوكب الشرق أم كلثوم
كلفها والدها وشقيقها الأكبر عز الدين بتدريبها على حفظ أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، لكي تقوم بغنائها في حفلات الفرقة وكانت بمثابة بداية احترافها، حتى وصلت لدرجة الإتقان من تقليد أم كلثوم وكانت أغنية "أوصفلي الحب" البدايه الحقيقيه لها، وهى من تلحين محمود الشريف، وقدمها لها مأمون الشناوي، ومن هنا طوقت نفسها بالعظماء مثل: مأمون الشناوي، محمد التابعي، فكري أباظة، محمود الشريف، وغيرهم، فكان أخوها عز الدين حسني من بينهم، وإلى جانبهم رؤوف ذهني، فكل هؤلاء الأصدقاء بمثابة أخوة لها ينصحوها وينيرون لها الطريق إلى الصواب.
عُرفت نجاة الصغيرة بحرصها الدائم ودقتها الشديدة في العمل، لتستمر في نجاحها، وكان هذا له أثر كبير على أعمالها المستمرة، حيث شاركت محمد عبد الوهاب في لحن "كل دا كان ليه"، حتى أعقبه بعد ذلك مجموعة من الأعمال الفنية المتنوعة، حيث تغنت أيضا لكبار الملحنين منهم: سيد مكاوي، حلمي بكر، بليغ حمدي، ويعتبر كامل الطويل من أفضل الموسيقيين الذين استوعبوا صوتها وينضم لهم الموسيقار محمد الموجي، هاني شنودة.
وكانت نجاة الصغيرة قد قلدت مطربين آخرين في السنوات العشرة الأخيرة من أهمهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وفي عام 1946 كتب عنها الصحفي الشهير فكري أباظة في مجلة المصور، وقدم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب شكوى رسمية في مركز الشرطة ضد أسرتها، بسبب أن عائلتها كانت تضعها في منزلة التدريب، لكن يرى "عبدالوهاب" أن هذا يعتبر عرقلة في مسيرتها الفنية.
وتعد نجاة الصغيرة من بين الأفضل أداء مسرحي على مستوى العالم العربي، بناء على رأي الملحن كمال الطويل، وكان الجمهور يضعها في المركز الأول.
شاركت نجاة الصغيرة في العديد من الأعمال الفنية منها أفلام: هدية، بنت البلد، الشموع السوداء، شاطئ المرح، وغيرها من الأعمال الناجحة، فيما لحن لها الموسيقار بليغ حمدي أغنية "أنا في انتظارك"، ولحن لها أيضا محمد الموجي أغنية "عيون القلب".
تزوجت نجاة الصغير مرتين، الأول في سن مبكرة من كمال المنسي صديق شقيقها، ثم انفصلت عنه، والثانية من المخرج حسام الدين مصطفي، وانفصلت عنه بعد مدة صغيرة، ولم تتزوج مرة أخرى لتكريس حياتها في رعاية ابنها الوحيد "وليد".