أخبار عاجلة

خط أنابيب النفط العراقي السوري.. فرصة ذهبية رغم توقفه منذ 22 عامًا

خط أنابيب النفط العراقي السوري.. فرصة ذهبية رغم توقفه منذ 22 عامًا
خط أنابيب النفط العراقي السوري.. فرصة ذهبية رغم توقفه منذ 22 عامًا

اقرأ في هذا المقال

  • خط كركوك-بانياس يربط بين حقول النفط شمال العراق وميناء بانياس السوري.
  • توقّف الخط عن العمل وتعرض لأضرار جسيمة نتيجة الاضطرابات الأمنية.
  • الخط يعاني تقادمًا شديدًا قد يرفع تكلفة إعادة تأهيله لملايين الدولارات.
  • الدول الآسيوية السوق الرئيسة لصادرات النفط العراقي.
  • سوريا تعتمد على مصفاتي حمص وبانياس لتغطية الاستهلاك المحلي.

تمثّل إعادة إحياء خط أنابيب النفط العراقي السوري (المعروف أيضًا باسم خط أنابيب النفط كركوك-بانياس) منافع مشتركة وفرصة أمام العراق وسوريا لدعم اقتصادهما؛ ما يُسهِم في تنويع منافذ صادرات الخام العراقي، مقابل تقليل تكلفة استيراد سوريا للنفط.

ويعود عمر خط الأنابيب الرابط بين حقل كركوك النفطي في العراق وميناء بانياس السوري إلى مطلع خمسينيات القرن الماضي ليكون أحد أقدم أنابيب النفط التي عرفتها منطقة الشرق الأوسط، ومنفذًا للخام العراقي عبر البحر المتوسط.

ومع تصريحات وزير الطاقة السوري محمد البشير، عن زيادة مرتقبة إلى بغداد لبحث إعادة تأهيل خط أنابيب النفط الرابط بين كركوك وميناء بانياس، تستعرض وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أبرز المعلومات عن الخط وأهميته للعراق وسوريا.

ورغم الحديث عن محاولات إحياء خط الأنابيب؛ فإن التحديات أمنية والاقتصادية المستمرة، تثير العديد من التساؤلات حول مدى جدوى إعادة تشغيل الخط المتوقف منذ 22 عامًا تقريبًا.

وجاءت فكرة إحياء الخط الرابط بين العراق وسوريا مع استمرار توقف خط أنابيب النفط (كركوك-جيهان) منذ عام 2023 والرابط بين تركيا والعراق، بعد إلزام غرفة التجارة الدولية أنقرة بدفع تعويضات لبغداد قدرها 1.5 مليار دولار عن صادرات غير مصرَّح بها.

خط أنابيب النفط كركوك-بانياس

ارتبط تاريخ تشغيل خط أنابيب النفط كركوك-بانياس بتحقيق العراق العديد من اكتشافات النفط؛ يتقدمها حقل الرميلة الأكبر لدى البلاد عام 1953، ومن أبرز أرقام الخط:

  • تاريخ التشغيل: 1952.
  • الطول: 800 كيلومتر.
  • السعة التصميمية: 300 ألف برميل يوميًا.
  • الوضع الحالي: متوقف عن العمل منذ 2003 بعد تعرُّضه لأضرار جسيمة.

وتوضح الخريطة التالية، التي أعدّتها وحدة أبحاث الطاقة، مسار خط أنابيب النفط كركوك-بانياس:

صورة توضح مسار خط أنابيب النفط كركوك-بانياس

ويربط خط أنابيب النفط كركوك-بانياس، بطول 800 كيلومتر بين حقول النفط الواقعة في محافظة كركوك شمال العراق، وميناء بانياس النفطي الواقع شمال غربي سوريا على البحر الأبيض المتوسط.

ومع الغزو الأميركي للعراق عام 2003، توقّف الخط عن العمل وتعرض لأضرار جسيمة نتيجة الاضطرابات الأمنية، التي شهدتها البلاد منذ ذلك التاريخ، وكذلك الحال في الجزء الواقع في سوريا.

ونتيجة الإهمال وعمليات التخريب، الذي تعرّض له خط أنابيب النفط العراقي السوري خلال تلك السنوات كلها، فإنه يعاني تقادمًا شديدًا قد يرفع تكلفة إعادة تأهيله لملايين الدولارات.

ويُشار إلى أن الحديث عن إعادة تشغيل الخط ليس مرتبطًا بالوقت الراهن فقط، الذي شهد تغيرات سياسة في سوريا، بل كانت هناك محاولات عديدة قبل سقوط نظام بشار الأسد ولكن التحديات الأمنية كانت عقبة كبيرة أمام تحقيق ذلك.

ومع التغيرات السياسية الأخيرة في سوريا، يتجدد الحديث عن إمكان إعادة تأهيل خط أنابيب كركوك-بانياس. الذي يأتي في وقت حرج للاقتصاد السوري يبحث خلاله عن تقليل فاتورة استيراده، في حين يسعى العراق لتنويع منافذ تصدير نفطه.

أهمية خط أنابيب النفط كركوك-بانياس للعراق

يمثل خط أنابيب النفط كركوك-بانياس مسارًا تصديريًا للخام العراقي عبر البحر الأبيض المتوسط يضمن للبلاد تنويع أسواقها التصديرية إلى الدول الأوروبية، خصوصًا مع الأزمة المستمرة التي تحول دون إعادة تشغيل الخط الرابط بين العراق وتركيا.

وتُعَد الدول الآسيوية السوق الرئيسة لصادرات النفط العراقي؛ إذ تحصل دولها على ما بين 78% و80% من خام البصرة المتوسط والثقيل العراقي، بقيادة الصين والهند وكوريا الجنوبية.

وبحسب أحدث بيانات وحدة أبحاث الطاقة، ارتفعت صادرات النفط العراقي إلى 3.384 مليون برميل يوميًا خلال شهر يوليو/تموز 2025، وفقًا للرسم البياني التالي:

صادرات العراق من النفط الخام حتى يوليو

وحصلت الصين على 1.16 مليون برميل يوميًا من النفط العراقي خلال يوليو/تموز الماضي، في حين بلغت واردات الهند نحو 749 ألفًا، وكوريا الجنوبية نحو 435 ألفًا من نفط العراق، كما استوردت تركيا نحو 96 ألفًا.

ماذا عن أهميته لسوريا؟

يُسهِم إحياء خط أنابيب النفط كركوك-بانياس في حصول سوريا على النفط العراقي بصورة مباشرة بسعر أرخص؛ ما يؤدي بدوره إلى خفض فاتورة الاستيراد.

وتكمن الاستفادة الرئيسة في الحصول على جزء من الخام العراقي عبر الخط ومعالجته في المصفاة الواقعة شمال مدينة بانياس، التي يعود تشغيلها إلى عام 1979، ولا سيما مع اعتماد سوريا -حاليًا- على مصفاتي حمص وبانياس لتغطية الاستهلاك المحلي.

مصفاة بانياس - الصورة من موقع الشركة
مصفاة بانياس - الصورة من موقع الشركة

ويأتي ذلك مع خطة تنفذها البلاد لإعادة هيكلة قطاع الطاقة الذي عانى حربًا استمرت 14 عامًا، ومن بين بنودها تأسيس شركة قابضة لإدارة ملفات النفط والكهرباء وإنشاء مصفاة جديدة.

وفي الوقت نفسه، نجحت دمشق -مؤخرًا- بإعادة تأهيل خط الغاز الواصل بين سوريا وتركيا ليُضخ نحو 3 ملايين متر مكعب يوميًا في الوقت الراهن، من أصل طاقته الكاملة البالغة 6 ملايين متر مكعب.

وتوضح أحدث بيانات وحدة أبحاث الطاقة أن واردات سوريا من النفط الخام المنقولة بحرًا قفزت لأكثر من 56 ألف برميل يوميًا خلال شهر يوليو/تموز الماضي، مقابل 13 ألفًا في الشهر نفسه من عام 2024.

ومع ذلك، تراجع متوسط واردات البلاد من الخام خلال الأشهر الـ7 الأولى من العام الجاري إلى 38 ألف برميل يوميًا، مقابل 41 ألفًا في المدة المقابلة من العام الماضي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مسلسل 220 يوم الحلقة 5.. لحظات صادمة تكشف حقيقة مرض أحمد
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة