في ذكرى رحيله، يعود الحديث عن الفنان الكبير نور الشريف، أحد أهم رموز الدراما والسينما والمسرح في مصر والعالم العربي، الذي ظل طوال مسيرته الفنية أكثر من أربعة عقود، رمزًا للإبداع والالتزام والبحث عن أعمال تحمل قيمة ومعنى.
نشأة نور الشريف
وُلد محمد جابر محمد عبد الله، الشهير بنور الشريف، في 28 أبريل 1946 بحي السيدة زينب بالقاهرة، وبدأ مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي، ليصبح لاحقًا أحد أبرز نجوم جيله وأكثرهم تأثيرًا، ترك بصمة قوية في وجدان الجمهور من خلال أدواره المتنوعة، سواء في الأعمال التاريخية أو الاجتماعية أو السياسية، لكنه كان دائم البحث عن الجديد، مدفوعًا بأحلام ومشروعات فنية أراد أن يقدمها ولم تتحقق حتى رحيله في 11 أغسطس 2015.
من بين هذه الأحلام، التي يرصدها موقع تحيا مصر كان حلمه بناء مسرح يحمل اسمه، وهو مشروع ظل يراوده لسنوات، ليكون صرحًا ثقافيًا وفنيًا يقدم من خلاله عروضًا تحمل فكره ورؤيته، لكنه اصطدم بواقع الميزانية الضخمة، إذ قال في تصريحات تلفزيونية: "دا محتاج ملايين الملايين وأنا معنديش"، حلم ظل في قلبه حتى آخر أيامه، لكنه لم يرَ النور.
نور الشريف وتقديم شخصية جمال عبد الناصر
كما كان نور الشريف شغوفًا بفكرة تقديم فيلم عن الزعيم جمال عبد الناصر، موضحًا أنه كان أول من بدأ في الإعداد لهذا المشروع وعمل عليه مع المخرج الراحل محسن زايد، لكن وفاة المخرج حالت دون إتمامه، قبل أن يسبقهم الفنان أحمد زكي ويقدم فيلم ناصر 56، ثم يليه خالد الصاوي بعمل آخر عن الزعيم، ورغم ذلك، ظل الشريف متمسكًا بالحلم، قائلاً: "بتمنى أعمله حتى لو ممثلتوش يبقى إخراجي".
نور الشريف وتقديم شخصية سيدنا الحسين
أما الحلم الثالث، فكان يحمل طابعًا روحانيًا وتاريخيًا، إذ أراد تجسيد شخصية سيدنا الحسين في عمل فني، إلا أن المشروع قوبل برفض رقابي قاطع، حيث أكد الشريف أن الأزهر رفض ظهور الشخصية على الشاشة باعتبارها من آل البيت، ليكتفي بتقديمها في عمل إذاعي فقط.
ورغم أن هذه الأحلام لم تتحقق، فإنها تعكس جانبًا آخر من شخصية نور الشريف، الفنان الذي لم يكتفِ بما قدمه، بل كان دائم التطلع إلى مشاريع تحمل رسائل إنسانية وتاريخية وثقافية، ليبقى اسمه حاضرًا في ذاكرة الفن العربي كأيقونة للإبداع والحلم.
