شهدت أسعار الأرز العالمية هبوطًا حادًا إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2017، مدفوعة بوفرة المعروض نتيجة حصاد قياسي وانتهاء القيود على التصدير، لا سيما في الهند، مما أدى إلى ضغوط قوية على المزارعين في آسيا، بينما استفاد المستهلكون من انخفاض كبير في فواتير الغذاء.
أسعار تصدير الأرز الأبيض التايلاندي المكسور تنخفض إلى نحو 372.50 دولار للطن
انخفضت أسعار تصدير الأرز الأبيض التايلاندي المكسور الذي يرصده تحيا مصر إلى نحو 372.50 دولار للطن مؤخرًا، وهو أدنى مستوى منذ ثماني سنوات، بتراجع قدره 26% مقارنة بأواخر العام الماضي، كما انخفض مؤشر أسعار الأرز التابع للأمم المتحدة بنسبة 13% خلال 2025. ويعود هذا التراجع بالأساس إلى حصاد قياسي في الهند خلال موسمي 2023–2024، ورفع قيود التصدير، إلى جانب إنتاج قوي من تايلاند وفيتنام، ما رفع إجمالي المعروض العالمي إلى مستويات غير مسبوقة.
الأسعار مرشحة للاستقرار عند هذه المستويات دون توقع ارتفاع قريبًا
تقرير «رويترز» يشير إلى أن الأسعار مرشحة للاستقرار عند هذه المستويات دون توقع ارتفاع قريبًا، خاصة مع فائض المخزون عالميًا، حيث بلغت مخزونات الحكومة الهندية نحو 60 مليون طن. ويُرجح أن تبقى الأسعار منخفضة لبقية 2025 وربما لعامين إضافيين، ما لم تحدث صدمة كبرى في الأسواق.
انخفاض الأسعار وانعكاسه على تراجع تكاليف الغذاء
التداعيات متباينة، فالمستهلكون يستفيدون من انخفاض الأسعار وانعكاسه على تراجع تكاليف الغذاء، لكن المزارعين يواجهون تحديات كبيرة في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج وتآكل هوامش الربح، ما قد يؤدي إلى احتجاجات واضطرابات في بعض الدول المنتجة. وفي المحصلة، تمثل وفرة الإنتاج العالمي وسياسات التصدير المرنة تحولًا كبيرًا في سوق الأرز، يفتح الباب أمام مكاسب للمستهلكين لكنه يفرض تحديات اقتصادية واجتماعية على المنتجين.
ويحذر خبراء الزراعة والاقتصاد من أن استمرار الأسعار عند مستويات متدنية لفترات طويلة قد يدفع بعض المزارعين إلى تقليص مساحات زراعة الأرز أو التحول لمحاصيل بديلة أكثر ربحية، وهو ما قد يغير خريطة الإنتاج العالمي على المدى المتوسط. وفي المقابل، ترى منظمات الغذاء أن هذا الانخفاض يوفر فرصة لتأمين إمدادات مستقرة للدول المستوردة، خاصة في إفريقيا والشرق الأوسط، حيث يعد الأرز عنصرًا أساسيًا في غذاء مئات الملايين.
كما يشير محللون إلى أن الطقس يبقى عاملًا مؤثرًا في المعادلة، فحدوث تقلبات مناخية أو موجات جفاف في الدول المنتجة الكبرى قد يقلب موازين السوق ويرفع الأسعار مجددًا. لكن حتى الآن، ومع توقعات بمحصول وفير في الموسم المقبل، يبدو أن المستهلكين سيستمتعون بأسعار منخفضة.