قد يبدأ نضوب احتياطيات المعادن الحيوية اللازمة لصناعة الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية خلال 10 سنوات، وتنضب الاحتياطيات المعروفة حاليًا منها بالكامل قبل نهاية القرن الحالي، أي بحلول عام 2100.
وبحسب دراسة صينية حديثة، أصدرها معهد بكين للتكنولوجيا، وحصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، فإن تلك النتائج تفرض ضرورة البحث عن مزيد من مصادر المعادن، خاصة في أفريقيا ووسط آسيا.
وتأتي تلك الدراسة خلال وقت تواجه فيه إمدادات المعادن الحيوية تحديات عدة جراء التمركز وقيود التصدير، ما يهدد خطط التحول نحو الطاقة النظيفة، وفق تقرير لوكالة الطاقة الدولية صادر في مايو/أيار 2025.
وأظهر تقرير الوكالة أن السوق العالمية باتت أكثر اعتمادًا على مورّدين قلائل؛ حيث ارتفعت حصة أكبر 3 منتجين لمجموعة من المعادن الأساسية، مثل النحاس والليثيوم والنيكل والكوبالت والغرافيت والعناصر الأرضية النادرة إلى 86% في 2024، مقارنة بـ82% فقط في عام 2020.
أمّا الصين، فقد عززت هيمنتها لتصبح رائدة في تكرير 19 من أصل 20 معدنًا حيويًا، بمتوسط حصة سوقية تبلغ 70%، في حين تستحوذ إندونيسيا على الحصة الكبرى من النيكل.
استهلاك احتياطيات المعادن الحيوية
وجدت دراسة حديثة أنه إذا أراد العالم بناء مشروعات من الطاقة النظيفة الكافية للحد من الانبعاثات والسيطرة على ارتفاع الحرارة إلى 2 درجة مئوية فقط أعلى من مستواها قبل الثورة الصناعية، فإنه سيستهلك كل احتياطيات العديد من أنواع المعادن الحيوية المعروفة خلال عدة عقود فقط.
وذكرت دراسة معهد التكنولوجيا الصيني عددًا من تلك المعادن الحيوية، المهددة احتياطياتها بالنفاد، مثل القصدير، الذي ترى أنه سينفد في عام 2085.
بينما سينفد الكادميوم، الذي يُستعمل في تصنيع المفاعلات النووية في 2060، والإيديوم وهو خام رئيس في تصنيع ألواح الطاقة الشمسية، فمن المتوقع أن ينفد في وقت أسرع وهو 2035، وفق الدراسة.
وترى الدراسة أن هناك ضرورة للبحث عن احتياطيات جديدة من المعادن الحيوية، خاصة في المناطق التي يجري البحث فيها حاليًا، مثل أفريقيا ووسط آسيا.
كما نصحت بزيادة نشاط إعادة التدوير في صناعات الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، لاستخراج المعادن الحيوية، وإعادة استعمالها.
وأشارت الدراسة إلى أن القلق الحالي بشأن شح معدن الكوبالت، الذي يُستخرج 70% منه في جمهورية الكونغو الديمقراطية في أفريقيا، إلى تخفيض نسبته في بطاريات السيارات الكهربائية.
وقدّرت "بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس"، أن نصف بطاريات السيارات الكهربائية التي تُصنع خلال العام الجاري (2025)، ستكون من الليثيوم أيرون فوسفات.
تحفيز الشركات
ترى دراسة حديثة لمعهد التكنولوجيا الصيني أن تحفيز الشركات للعثور على احتياطيات إضافية من المعادن الحيوية اللازمة لصناعات الطاقة النظيفة والخضراء، قد تكون له نتائج إيجابية ويزيد الإنتاج، مثل ما حدث في النفط في وقت سابق.
وقال مسؤولو الدراسة إنه إذا نمت الاحتياطيات المعروفة من المعادن الحيوية بالسرعة نفسها التي تحركت بها احتياطيات النفط منذ عام 1980، فلن تواجه الصناعات النظيفة نقصًا فيها.
ويرى الباحثون أن توزيع المعادن الحيوية للصناعات الخضراء بصورة غير متساوية بين دول العالم، يتطلب تداولها بحرية؛ لتجنب عراقيل تلك الصناعة في أي منطقة بسبب نقص الموارد.
ويتجه العالم بخطى سريعة نحو الصناعات الخضراء، في مقدمتها الطاقة المتجددة، خاصة مزارع الرياح والطاقة الشمسية، ليست بسبب نظافتها فقط، ولكن أيضًا كونها طاقة رخيصة مقارنة بالمصادر التقليدية.
وتتطلب تلك الصناعات كميات هائلة من المعادن الحيوية والنادرة مثل الليثيوم والنحاس والنيكل والكوبالت. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يتضاعف الطلب العالمي على هذه المعادن الرئيسة، وقد يقترب من 4 أضعاف بحلول عام 2050، وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
وكشف تقرير الوكالة، الصادر في مايو/أيار الماضي، عن أنه في عام 2024، ارتفع الطلب على الليثيوم بنسبة تقارب 30%، متجاوزًا معدل النمو السنوي البالغ 10% خلال أواخر 2010، في حين سجّل كل من النيكل والكوبالت والغرافيت والمعادن الأرضية النادرة نموًا بين 6 و8%.
ويقف قطاع الطاقة وراء الجزء الأكبر من هذا الطلب، وشكّل 85% من إجمالي نمو الطلب على معادن البطاريات، في حين يعدّ توسُّع استثمارات الشبكات داخل الصين المحرك لارتفاع الطلب على النحاس خلال العامين الأخيرين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
