اقرأ في هذا المقال
- تفاقم اختلالات الميزان التجاري ناجم عن ازدياد الحاجة إلى الواردات خصوصًا الغاز الطبيعي
- عمليات الاستكشاف على طول ساحل كولومبيا الكاريبي كانت مخيّبة للآمال في الغالب
- شيفرون ما تزال تتمتع بحضور كبير في قطاع التكرير والتسويق في كولومبيا
- المشروعات الكولومبية الواعدة غالبًا ما تواجه صعوبات في البنية التحتية أو الحصول على التراخيص
أدت مصادر النفط والغاز الضعيفة في ساحل كولومبيا إلى خيبة أمل لدى شركات الطاقة الأجنبية العاملة في البلاد.
وبحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لم تلبِّ العديد من مشروعات الاستكشاف التوقعات، وتسبّبت اللوائح التنظيمية غير المرغوبة في زيادة خيبة الأمل.
ولذلك تدفع الاكتشافات المخيبة للآمال والعقبات التنظيمية بعض شركات الطاقة إلى مغادرة كولومبيا والتوجه إلى دول مجاورة مثل بيرو، بعدما أصبحت حوافز الاستكشاف والإنتاج أكثر وضوحًا.
ومن المتوقع أن يؤدي فقدان التمويل الأجنبي في صناعة الطاقة الكولومبية إلى تفاقم اختلالات الميزان التجاري الناجمة عن ازدياد الحاجة إلى الواردات، خصوصًا الغاز الطبيعي، في حين ينخفض الإنتاج المحلي.
قوانين استكشاف وإنتاج النفط والغاز في كولومبيا
رغم اعتماد كولومبيا المتزايد على الطاقة الأجنبية، دافعت حكومة الرئيس اليساري غوستافو بيترو عن حظر التكسير الهيدروليكي، وفرضت قوانين أكثر صرامة لاستكشاف النفط والغاز التقليديَيْن وإنتاجهما، ما تسبب في تأخيرات وحدّ من فرص المستثمرين من القطاع الخاص في هذه الصناعة.
وكانت عمليات الاستكشاف على طول ساحل كولومبيا الكاريبي مخيّبة للآمال في الغالب، فقد غادر منتجون كبار مثل شل (Shell) البلاد، فيما قلّصت شركات أخرى، بما في ذلك شيفرون (Chevron)، عملياتها.
في وقت سابق من هذا العام، حُذفت منطقة شيفرون البحرية المتبقية في كولومبيا من قائمة المناطق النشطة لدى الجهة التنظيمية بناءً على طلب الشركة.
وقالت مصادر في شيفرون إن الشركة الأميركية، التي باعت سابقًا حصصًا في حقلي غاز بحريين آخرين في كولومبيا، قلّصت حضورها هناك لتجارة الوقود بالتجزئة.

من ناحيتها، أكدت شيفرون أنها ما تزال تتمتع "بحضور كبير في قطاع التكرير والتسويق في البلاد"، بما في ذلك 6 محطات وأكثر من 500 محطة بنزين، حسب وكالة رويترز.
وصرّحت شركة شل في أبريل/نيسان الماضي بأن مشروعات كولومبيا لم تعد تتناسب مع طموحاتها الإستراتيجية، مضيفةً أنها ستواصل توريد الغاز المسال وأنواع الوقود الأخرى إلى البلاد.
ومن بين الشركات الأخرى التي خرجت من مشروعات برية وبحرية في كولومبيا خلال السنوات الأخيرة، شركتا إكسون موبيل (Exxon Mobil)، وكونوكو فيليبس (ConocoPhillips) الأميركيتان، وشركة ريبسول الإسبانية (Repsol).
وأشار خبراء ومصادر في الشركة إلى أن عمليات الخروج وسحب الاستثمارات تعود إلى مزيج من ضعف نتائج الاستكشاف والسياسات غير المواتية.
وقال رئيس أبحاث أميركا اللاتينية في شركة استشارات الطاقة "ويليجنس" الأميركية (Welligence)، أندريس أرميجوس: "إنها حقيقة واضحة عدم وجود نتائج كبيرة في كولومبيا لبعض الوقت، وهذا يعني أن العديد من الشركات يجب أن تنتقل إلى أماكن أخرى للنمو".
تنويع المحافظ الاستثمارية
صرّح رئيس هيئة تنظيم الطاقة في كولومبيا، أورلاندو فيلانديا، لرويترز، بأن عمليات الخروج "تعود إلى تنويع محافظها الاستثمارية أكثر من انعدام الثقة في البلاد".
وأفادت الشركات والهيئة التنظيمية "بيروبيترو" بأن بعض الشركات التي كانت في السابق تركز على كولومبيا في عمليات الاستكشاف بمنطقة الأنديز، بما في ذلك توتال إنرجي (TotalEnergies) وشيفرون وأوكسيدنتال بتروليوم (Occidental Petroleum)؛ تعمل، حاليًا، على توسيع نطاق اهتمامها في بيرو.
وفي الوقت نفسه، تستثمر شركات كبرى مثل إكسون وشل مليارات الدولارات في دول الكاريبي وأميركا الجنوبية، بما في ذلك ترينيداد وتوباغو وغايانا وسورينام، حيث تتفوّق الاكتشافات على معظم آفاق النفط والغاز الكولومبية البحرية، وهناك توجه نحو الإنتاج للتصدير.

صعوبات تواجه المشروعات الكولومبية
غالبًا ما تواجه المشروعات الكولومبية الواعدة صعوبات في البنية التحتية أو الحصول على التراخيص، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وصرّح رئيس مجلس إدارة مجموعة أفال، مالكة أصول الغاز، لويس كارلوس سارمينتو، على هامش مؤتمر في بوغوتا: "نشهد نفادًا في احتياطيات الغاز بسبب نقص عمليات الاستكشاف، فيما يتطلب الغاز المكتشف خطوط أنابيب لا تزال متعثرة بسبب 100 ترخيص مطلوب".
ويقع أكبر اكتشاف للغاز في البلاد بمشروع سيريوس البحري، حيث تقوم شركتا بتروبراس البرازيلية (Petrobras) وإيكوبترول الكولومبية المملوكة للدولة (Ecopetrol) بأعمال حفر إضافية بعد اكتشاف نحو 6 تريليونات قدم مكعبة، وهو ما يكفي لتمديد عمر احتياطيات الغاز الكولومبية لأكثر من عقد.
وعلى الرغم من دعم شركة بتروبراس والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، فإن جهود التحالف كانت مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا.
ولذلك، يتعيّن على شركاء المشروع إكمال أكثر من 100 استشارة عامة مع المجتمعات المحلية على البر، وانتظار الحصول على ترخيصَيْن بيئييْن، وفقًا للهيئة التنظيمية وبيانات جمعية البترول الكولومبية "إيه سي بي" (ACP).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
"آمال كولومبيا في مجال الطاقة البحرية تتبدد وسط ضعف الاكتشافات وتشديد اللوائح"، من وكالة رويترز.