أخبار عاجلة

اللواء علي ناجي عبيد يشرح لـ "الفجر" تعقيدات الأزمة اليمنية ومخرجاتها المحتملة

اللواء علي ناجي عبيد يشرح لـ "الفجر" تعقيدات الأزمة اليمنية ومخرجاتها المحتملة
اللواء علي ناجي عبيد يشرح لـ "الفجر" تعقيدات الأزمة اليمنية ومخرجاتها المحتملة

تعتبر الأزمة اليمنية من أكثر الصراعات تعقيدًا في الشرق الأوسط، نتيجة تداخل الأبعاد المحلية والإقليمية والدولية، وتعدد الأطراف المتصارعة، ما جعل تحقيق السلام الدائم تحديًا كبيرًا. 

في هذا السياق، قدّم الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني اللواء الركن "علي ناجي عبيد" في تصريحات خاصة لـ "الفجر" تحليلًا معمقًا للأوضاع في اليمن، ومسارات الأزمة، وخريطة طريق لحل مستدام.

الأوضاع الراهنة في اليمن: صراع معقد ومتعدد الأبعاد

بدأت الأزمة اليمنية بجذور محلية عميقة، حيث ظهر بروز القضية الجنوبية في العام 1994 بعد الحرب التي أعادت توحيد اليمن، ما أدى إلى نشوء حركات سلمية ومسلحة تطالب بفك الارتباط من دولة الوحدة، ومن أبرز هذه الحركات "حركة موج" و"حركة تاج"، إلى جانب لجان المتقاعدين التي طالبت بحقوقها التي واجهتها السلطة بالعنف.

وبالتوازي مع ذلك، شهدت مناطق أخرى مثل صعدة صراعًا مسلحًا مع مليشيات الحوثي منذ عام 2004، ما أدى إلى اندلاع ست حروب بين الدولة والحوثيين، قبل أن تتحول الأحداث إلى أبعاد أوسع مع ثورات الربيع العربي التي كانت فرصة للمليشيات الحوثية لاستغلال مزاج الجماهير الغاضبة.

الصراع بين الشرعية والمليشيات: تحولات وانقسامات

في أعقاب تنحي  علي عبد الله صالح عن السلطة وتسليمها لنائبه عبدربه منصور هادي، شهد الجيش اليمني وهيكلة المؤسسات الأمنية انقسامات داخلية أدت إلى إضعاف السيطرة المركزية، حيث سيطر حزب التجمع اليمني للإصلاح على أهم القطاعات الأمنية.

استغلت المليشيات الحوثية هذه الفرصة لتعزيز نفوذها، وفي سبتمبر 2014 سيطرت على صنعاء، ثم بدأت عمليات عسكرية للسيطرة على الجنوب. تحالفها مع صالح انتهى بانقلاب دموي في ديسمبر 2017 قتل فيه صالح على يد الحوثيين، ما أدى إلى إعادة تشكيل تحالفات محلية ضد الحوثيين.

في مارس 2015 تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات لدعم الحكومة الشرعية، ما نقل الصراع إلى بُعد إقليمي.

التطورات الإقليمية والدولية وتأثيرها على الأزمة اليمنية

مع تصاعد عمليات "طوفان الأقصى"، زادت تدخلات المليشيات الحوثية بدعم إيراني، ما حول النزاع اليمني من قضية محلية إلى ملف إقليمي ودولي، شملت دعمًا عسكريًا أمريكيًا وأوروبيًا للتحالف العربي، إلى جانب تدخلات إسرائيلية.

تستمر الحرب بوتيرة متقلبة، مع هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيرة، وعمليات عسكرية مكثفة في جبهات الجنوب والساحل الغربي ومارب وتعز، حيث يعاني المدنيون بشكل كبير، خصوصًا في ظل الحصار المستمر على تعز وعدة مناطق.

الأزمات الإنسانية والاقتصادية في اليمن

تسببت الحرب في أكبر أزمة إنسانية بالعالم، حيث أصبح أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر، مع انهيار الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والصحة والتعليم في المناطق المحررة.

وفي مناطق سيطرة الحوثيين، تفاقمت الأوضاع بشكل أسوأ مع تفشي الفقر، الانتهاكات الأمنية، الاعتقالات، الإعدامات التعسفية، واحتجاجات شعبية وقبلية على حكم المليشيات.

تعقيدات القضية الجنوبية وحراك المناطق الوسطى

تمثل القضية الجنوبية أحد أبرز تحديات الأزمة، حيث يطالب المجلس الانتقالي الجنوبي بإعادة إقامة الدولة الجنوبية، بينما برز أيضًا حراك المناطق الوسطى والشافعي في محافظات تعز، إب، البيضاء، وغيرها، مطالبين بحقوقهم ومناهضين لهيمنة الحوثيين التي تعيد إلى الواجهة تاريخ التهميش.

خيارات الحل: بين دعم الشرعية وضغط إيران

يشدد اللواء علي ناجي عبيد على أن الحل العسكري يبقى واقعًا مهيمنًا، يتطلب دعمًا دوليًا وعربيًا للدولة الشرعية عسكريًا واقتصاديًا، ما يمكنها من استعادة السيطرة وفرض شروط سلام مستدام.

وفي الجانب الآخر، يرى أن إيران، التي تمثل الداعم الرئيسي للحوثيين، تواجه ضغوطًا دولية كبيرة بفقدان أذرعها في سوريا ولبنان، مما قد يدفعها لإعادة النظر في دعمها، وهو ما يشكل فرصة للحوار وحل سياسي مستقبلي.

ويؤكد الخبير العسكري إلى أن الحل لا يمكن أن يأتي من الداخل فقط، بل يحتاج إلى جهود دولية لضمان وقف الحرب، ودعم إعادة البناء والتنمية.

طريق السلام الدائم في اليمن

تظل القضية اليمنية معقدة ومتشابكة، لكنها ليست مستعصية على الحل، إذا توفرت الإرادة السياسية الحقيقية والدعم الدولي اللازم.

 فتوحيد القوى الوطنية، ودعم الشرعية، والضغط على الحوثيين والداعمين الإقليميين، مع تأمين مساعدات إنسانية وتنموية، يشكلان حجر الأساس لأي خارطة طريق للسلام.

يجب على المجتمع الدولي والعرب أن يدركوا أن استمرار النزاع في اليمن لا يؤثر فقط على اليمنيين، بل يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، خاصة مع الأهمية الاستراتيجية للممرات البحرية والقنوات الدولية.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بالقاهرة والمحافظات.. .مواقيت الصلاة اليوم الأحد 10 أغسطس 2025
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة