تهدد الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منتجي توت الأساي بالبرازيل، فعندما فرض ترامب في يوليو الماضي رسومًا جمركية بنسبة 50% على الصادرات البرازيلية، شعر منتجو توت الأساي بالقلق على الفور، خاصة وأن هذه الفاكهة القادمة من الأمازون، المشهورة عالميًا كمصدر لذيذ ومنعش ومغذٍ من "النكهات الفائقة" التي تعتمد بشكل كبير على السوق الأمريكية.
ومع ارتفاع الأسعار المتوقَّع لمشروبات وأطباق الأساي في الولايات المتحدة، يخشى المنتجون من فقدان المستهلكين الأمريكيين قدرتهم على شرائها، ما يرفع مخاوف من ارتفاع الفائض المحلي من هذا التوت وعدم استهلاكه بالكامل، ما سيؤدي إلى انخفاض أسعاره، بحسب ما نقلته وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.
ويبلغ حاليا سعر الصندوق الكامل من توت الآساي في الأسواق المحلية نحو 50 دولارًا، وهو سعر يُتوقع أن يهبط بشكل حاد، خاصة وأن الولايات المتحدة تستورد الحصة الأكبر من الإنتاج البرازيلي المقدر بنحو 70 ألف طن سنويًا.
وأكد صغار منتجو توت الآساي البرازيلي أنهم بدأوا يشعرون بتداعيات الرسوم الأمريكية، مع تراكم الفائض من التوت وعدم وجود أسواق بديلة واضحة بعد أيام قليلة من دخول القرار حيز التنفيذ.
وحتى كبار المصدّرين، مثل شركة "أساي تروبيكاليا ميكس" في ولاية ساو باولو، لم يسلموا من تأثير رسوم ترامب، حيث انسحب المستوردون الأمريكيون وأوقف العملاء المفاوضات، ليقتصر إجمالي الصادرات إلى السوق الأمريكية حتى نهاية يوليو على 27 طنًا فقط مقارنة بـ270 طنًا في نفس الفترة من العام الماضي، ما تسبب بخسارة تقدَّر بـ 1.5 مليون ريال برازيلي (280 ألف دولار).
وربط ترامب فرض الرسوم المرتفعة على البرازيل بمحاكمة الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، بعد أن فرض عليه الإقامة الجبرية بتهم تتعلق بمحاولة قيادة انقلاب للبقاء في السلطة بعد خسارته الانتخابات أمام الرئيس الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ورغم إعفاء بعض الصادرات البرازيلية من الرسوم، إلا أن الآساي لم يكن ضمن القائمة المعفاة.
ويشكل توت الآساي، الفاكهة البنفسجية الداكنة القادمة من غابات الأمازون، صناعة مزدهرة في البرازيل بفضل الطلب العالمي المتزايد على الأغذية الصحية الغنية بمضادات الأكسدة، ويُعرف هذا التوت بطعمه المميز الذي يمزج بين نكهات التوت والشوكولاتة الداكنة، إضافة إلى قيمته الغذائية العالية التي جعلته مكونًا رئيسيًا في أطباق يتم إعدادها خصيصا بتوت الآساي وتشتهر حول العالم.
ويأتي 90% من إنتاج الأساي في البرازيل من ولاية بارا وحدها، ويعتمد عليه العديد من المجتمعات الأمازونية كمصدر رئيسي للرزق، كما أن حصاد الآساي عمل شاق يتطلب تسلق أشجار طويلة بأدوات سلامة بدائية وجمع العناقيد المليئة بالتوت، وهو نشاط يساعد، وفقًا للمحللين، في حماية الغابات المطيرة من قطع الأشجار والتعدين والرعي غير المشروع.
وتشير بيانات جمعية منتجي ومصدري الفاكهة ومشتقاتها في البرازيل إلى أن صادرات الآساي من ولاية بارا شهدت نموًا هائلًا من أقل من طن واحد عام 1999 إلى أكثر من 61 ألف طن في 2023، وكان من المتوقع تسجيل قفزة جديدة هذا العام قبل فرض الرسوم الجمركية الأمريكية.